(فصل) فيما نرويه عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن أبي محمد عبد الله الحذاء الدعلجي (منسوب إلى موضع خلف باب الكوفة ببغداد يقال لأهله الدعالجة) وكان فقيها عارفا ذكره النجاشي في كتابه بما ذكرناه قال وعليه تعلمت المواريث وله كتاب الحج، قال الشيخ سعيد بن عبد الله الراوندي في الجزء الأول من كتابه الخرائج والجرائح ما هذا لفظه ان ابا محمد الدعلجي كان له ولدان وكان من خيار أصحابنا وكان قد سمع الأحاديث وكان أحد ولديه على الطريقة المستقيمة وهو أبو الحسن وكان يغسل الأموات والولد الآخر يسلك مع الفساق فدفع إلي أبى محمد حجة تحج بها عن صاحب الزمان صلوات الله عليه، وكان ذلك عادة الشيعة في ذلك الوقت وتركت بعد ذلك، فدفع منها شيئا إلى ولده المذكور بالفساد وخرج إلى الحج ولما عاد حكى انه كان واقفا بالموقف رأى شخصا إلى جانبه حسن الوجه أسمر اللون ذا ذؤابتين مقبلا على شانه في الابتهال والدعاء، حسن العمل والتضرع قال فلما نفر الناس التفت إلي وقال يا شيخ اما تستحي قلت من أي شئ يا سيدي قال تدفع إليك حجة عمن تعلم فتدفع منها إلى فاسق يشرب الخمر يوشك ان تذهب عينك هذه، وأومأ إلى عيني فانا من ذلك علي وجل ومخافة، وسمع منه أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ذلك فما مضى عليه إلا أربعون يوما من بعد ملاقاته مولانا عليه السلام حتى خرجت في عينه التي أو ماء إليها قرحة فذهبت بها، ومن ذلك ما رويناه باسنادنا إلى الشيخ سعيد بن هبة اللة الراوندي في كتابه
(٢٥٦)