قال وهل رأيتني أجيبك إلى أن أحدا من أهل الأرض قدر أن يطلع إلى السماء وقدر على ذلك فأخبرك انه دخل في ظلمات الأرض والبحور قلت وكيف وضع هذا العلم الذي زعمت وحسب هذا الحساب الذي ذكرت ان الناس ولدوا به، قال أرأيت ان قلت لك ان البروج لم تزل وهي التي خلقت أنفسها على هذا الحساب، ما الذي ترد به علي، قلت أسألك كيف يكون بعضها سعدا وبعضها نحسا وبعضها مضيئا وبعضها مظلما وبعضها صغيرا وبعضها كبيرا، قال كذلك أرادت ان تكون بمنزلة الناس وعلى حدهم فان بعضهم جميل وبعضهم قبيح وبعضهم طويل وبعضهم قصير وبعضهم أبيض وبعضهم أسود وبعضهم صالح وبعضهم طالح، قلت فالعجب منك اني أريدك اليوم على أن تقر بصانع فلم تجبني إلى ذلك حتى كان الآن أقررت بان القردة والخنازير خلقن أنفسهن قال لقد منيت منك بما لم يسمع مني الناس، قلت أفمنكر أنت لذلك؟ قال أشد إنكار قلت فمن خلق القردة والخنازير ان كان الناس والنجوم خلقوا أنفسهم فلا بد أن تقول إنهن من خلق الناس أو تقول انهن خلقن أنفسهن، أفتقول انها من خلق الناس؟ قال لا، قلت فلا بد أن تقول انهن خلقن أنفسهن أو لهن خالق فان خلقت لها خالق صدقت، وما أعرفنا به وان قلت انهن خلقن أنفسهن رجعت إلى ما أنكرت، قال ما أجد بدا من أن أقول انهن خلقن أنفسهن كما أقول ان البروج والناس خلقوا أنفسهم، قلت فكيف
(١٦)