لأنفسهم ما يكرهون ان كانوا كما زعمت خلقوا أنفسهم، هذا ما يستنكر من ضلالك ان تزعم أن الناس قدروا على خلق أنفسهم بكمالهم وان الحياة أحب إليهم من الموت وانهم خافوا ما يكرهون لأنفسهم، قال ما أجد واحدا من القولين ينقاد لي ولقد قطعته علي من قبل الغاية التي أريدها، قلت دعني من الدخول في أبواب الجهالات ومالا ينقاد من الكلام، وإنما أسألك عن معلم هذا الحساب الذي علم أهل الأرض علم هذه النجوم المعلقة في السماء فلابد ان تقول ان هذا الحكيم علمه حكيم في السماء، قال إن قلت هذا فقد أقررت لك بإلهك الذي تزعم أنه في السماء، قلت اما أنت فقد أعطيتني ان حساب هذه النجوم حق وان جميع الناس ولدوا بها، قال أتشك في غير هذا قلت وكذلك أعطيتني ان أحدا من أهل الأرض لم يرق إلى السماء فيعرف مجاري هذه النجوم وحسابها، قال لو وجدت السبيل إلى أن لا أعطيك ذلك لفعلت، قلت وكذلك أعطيتني ان أحدا من أهل الأرض لا يقدر ان يغيب مع هذه النجوم والشمس والقمر في المغرب حتى يعرف مجاريها ويطلع منها إلى المشرق، قال الطلوع إلى السماء دون هذا، قلت فلا أراك تجد بدا من أن تزعم أن المعلم لهذا من أهل السماء، قال لئن قلت لك انه ليس لهذا الحساب معلم لقد علمت اذن غير الحق ولئن زعمت أن أحدا من أهل الأرض علم علم ما في السماء وما تحت الأرض لقد أبطلت لان أهل الأرض لا يقدرون على علم ما وصفت من هذه النجوم والبروج بالمعاينة فاما الدنو منها فلا يقدرون عليه
(١٨)