المصنف في ذكر أبي أيوب الوزير فقال ما هذا لفظه، وكان قد أخذ من كل شئ طرفا، وكان يقول ليس من شئ إلا وقد نظرت فيه إلا الفقه فاني لم انظر فيه، ونظرت في الكيميا والطب والنجوم والحساب، ثم شرح اختصاصه بالمنصور إلى غاية عظيمة وانه أول وزير كان له (فصل) وممن ظهر له عند العمل بالنجوم دلالتها في دولة الرشيد البرامكة فقد ذكر عبد الرحمان بن المبارك في الجزء الثاني من (أخبار الوزراء (1) ما هذا لفظه ان جعفر البرمكي لما عزم على الانتقال إلى قصره الذي بناه، جمع المنجمين لاختيار وقت ينتقل فيه فاختاروا له وقتا من الليل فلما حضر الوقت خرج على حمار من الموضع الذي كان ينزله إلى قصره والطرق خالية والناس ساكنون فلما وصل إلى سوق يحي رأى رجلا ينشد شعرا.
يدبر بالنجوم وليس يدري * ورب النجم يفعل ما يريد فاستوحش ووقف ودعا بالرجل فقال له أعد ما قلت فأعاده فقال ما أردت بهذا فقال والله ما أردت بهذا معنى من المعاني لكنه شئ عرض لي وجرى على لساني فامر له بدنانير (فصل) ولقد وجدت فيما أشرنا من الكتب كتابا يدل على اهتمام الخلفاء والملوك والامراء والعلماء واعتمادهم على العمل بدلالات النجوم،