ويدني ويقصي ويمنع ويعطي، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير.
لا يولج (لليل) (9) في نهار ولا مولج لنهار في ليل إلا هو مستجيب للدعاء، مجزل العطاء محصي الأنفاس، رب الجنة والناس الذي لا يشكل عليه لغة ولا يضجره مستصرخة ولا يبرمه الحاح الملحين. العاصم للصالحين والموفق للمفلحين مولي المؤمنين ورب العالمين الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده على كل حال.
احمده كثيرا (10) واشكره دائما على السراء والضراء والشدة والرخاء وأؤمن به وبملائكته وكتبه ورسله أسمع لأمره وأطيع وأبادر إلى رضاه وأسلم لما قضاه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره.
أقر له على نفسي بالعبودية واشهد له بالربوبية وأؤدي أن لا إله إلا هو (11)، لأنه قد أعلمني أنى إذا لم أبلغ ما انزل إلى لما بلغت رسالته وقد ضمن لي العصمة وهو الله الكافي الكريم.
أوحى إلى: بسم الله الرحمن الرحيم: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس....) إلى آخر الآية) (12).
معاشر الناس، وما قصرت فيما بلغت ولا قعدت عن تبليغ ما أنزله، وأنا أبين لكم سبب هذه الآية: ان جبرئيل (ع) هبط إلي مرارا ثلاثا فأمرني عن السلام رب السلام أن أقوم في هذا المشهد وأعلم كل أبيض وأسود: ان علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والامام من بعدي، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، (و) (3) وليكم بعد الله ورسوله،