قالوا كلهم: اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء. فقال بعضهم: قد حفظنا كلما قلت ولم يحفظ كله (12) وهؤلاء الذين حفظوا خيارنا وأفاضلنا. فقال علي صلوات الله عليه: صدقتم، ليس كل الناس يستوون في الحفظ، أنشد الله عز وجل من حفظ ذلك من رسول الله إلا قام فأخبر به.
فقام زيد بن أرقم والبراء بن عازب وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار بن ياسر رضي الله عنهم فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول:
(أيها الناس، إن الله جل وعز أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله على المؤمنين في كتابه طاعته وقرنها بطاعته وطاعتي وأمركم بولايته، وإني راجعت ربي عز وجل خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لتبلغها أو ليعذبني) (13).
أيها الناس، إن الله عز وجل أمركم في كتابه بالصلاة وقد بينتها لكم والزكاة والصوم والحج فبينتها لكم وفسرتها لكم وأمركم بالولاية وإني أشهدكم أنها لهذا خاصة - ووضع يده على علي بن أبي طالب صلوات الله عليه - ثم لابنيه بعده ثم الأوصياء من بعدهم ومن ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا علي حوضي.
أيها الناس، قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم ودليلكم وهاديكم وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم كمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم فإن عنده جميع ما علمني الله عز وجل من علمه وحكمته، فسلوه وتعلموا ومن أوصيائه بعده، ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولما تتخلفوا عنهم، فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم).
ثم جلسوا. فقال سليم: قال علي عليه السلام: