كان مصيبا في حروبه بعد النبي (ص) وان من قاتله (ع) كان على خطأ. وقال أبو بكر الباقلاني وابن إدريس: من نازع عليا في خلافته فهو باغ. وفي تلخيص الشافي انه قالت الامامية: من حارب أمير المؤمنين (ع) كان كافرا يدل عليه اجماع الفرقة، وان من حاربه كان منكرا لامامته دافعا لها، ودفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر لان الجهل بهما على حد واحد، وقوله (ع): من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية وميتة الجاهلية لا تكون إلا على كفر، وقوله صلى الله عليه وآله: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ولا تحب عداوة اخذ بالاطلاق دون الفساق، ومن حاربه كان يستحل دمه ويتقرب إلى الله بذلك، واستحلال دم المؤمن كفر بالاجماع وهو أعظم من استحلال جرعة من الخمر الذي هو كفر بالاتفاق، فكيف استحلال دم الامام. وروى عنه صلى الله عليه وآله المخالف والمؤالف: يا علي حربك حربي وسلمك سلمي.
ومعلوم انه (ص) إنما أراد ان أحكام حربك تماثل أحكام حربي ولم يرد ان أحد الحربين هو الآخر لان المعلوم خلا ف ذلك، وإذا كان حرب النبي كفرا وجب مثل ذلك حربه.
يا أخي يا علي سلمك سلمي * في جميع الورى وحربك حربي أبو موسى في جامعه والسمعاني في كتابه وابن ماجة في سننه وأحمد في المسند والفضائل وابن بطة في الإبانة وشيرويه في الفردوس والسدي في التفسير والقاضي المحاملي كلهم عن زيد بن أرقم. وروى الثعلبي في تفسيره عن أبي هريرة وأبو الجحاف عن مسلم بن صبيح كلهم عن النبي صلى الله عليه وآله انه نظر إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم. تاريخ الطبري وأربعين ابن المؤذن أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله: أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم. ابن مسعود قال صلى الله عليه وآله: عاديت من عاداك وسالمت من سالمك. الخركوشي في اللوامع وقال النبي:
من قاتلني في الأولى، وقاتل أهل بيتي في الثانية، فأولئك شيعة الدجال. أبو يعلى الموصلي والخطيب التأريخي وأبو بكر مردويه بطرق كثيرة عن علي (ع): أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، وكثر أصحاب الحديث على شريك وطالبوه بأنه يحدثهم بقول النبي: تقتلك الفئة الباغية، فغضب وقال: أتدرون أن لا فخر لعلي أن يقتل معه عمار، إنما الفخر لعمار أن يقتل مع علي (ع). وروى ابن مردويه بخمسة عشر طريقا ان أمير المؤمنين قال في حرب صفين: والله ما وجدت من القتال بدا أو الكفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وآله. وروينا عن أبي جعفر (ع) انه ذكر الذين