مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٧
فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله. وفي رواية ابن عمر: يا علي من خالفك فقد خالفني ومن خالفني فقد خالف الله. امام الزيدية أبو طالب الهروي باسناده عن علقمة وأبو أيوب انه لما نزلت (ألم أحسب الناس) الآيات، قال النبي لعمار: انه سيكون بعدي هنا حتى يختلف السيف فيما بينهم، وحتى يقتل بعضهم بعضا، وحتى يتبرء بعضهم من بعض، فأراد رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني علي بن أبي طالب فان سلك الناس كلهم واديا فاسلك وادي علي، وخل عن الناس يا عمار، ان عليا لا يردك عن هدى، ولا يردك إلى ردى، يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله. وفي رواية الناصر باسناده عن جابر الأنصاري وطريف العبدي وأبى عبد الرحمن قال علي عليه السلام: والله نزلت هذه الآيات في وفى شيعتي وفى عدوي وفي أشياعهم.
الحسين بن علي عن أبيه (ع) قال: لما نزلت (ألم أحسب الناس) الآيات، قلت:
يا رسول الله ما هذه الفتنة؟ قال: يا علي انك مبتلي ومبتلى بك، وانك مخاصم فأعد للخصومة. جابر عن أبي جعفر عن أبيه (ع) قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي: كيف بك يا علي إذا ولوها من بعدي فلانا قال: هذا سيفي أحول بينهم وبينها، قال النبي: وتكون صابرا محتسبا فهو خير لك منها، قال علي: فإذا كان خيرا لي فأصبر وأحتسب، ثم ذكر فلايا وفلانا كذلك ثم قال: كيف بك إذا بويعت ثم خلفت، فأمسك علي فقال اختر يا علي السيف أو النار، قال علي: فما زلت اضرب أمري ظهر البطن فما يسعني إلا جهاد القوم وقتالهم. ويروى قوله تعالى: (وعلى الأعراف رجال) علي وعبيدة وحمزة لقوله تعالى: (هذان خصمان اختصموا) فإنهم قاتلوا شيبة وعتبة والوليد. البخاري ومسلم بالاسناد قال قيس بن سعد: قال علي: انا أول من يجثو للحكومة بين يدي الله كتاب أحمد بن عبد الله المؤذن عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة وابن عباس وفى تفسير ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله:
(أليس الله بأحكم الحاكمين) وقد دخلت الروايات بعضها في بعض ان النبي صلى الله عليه وآله انتبه من نومة في بيت أم هاني فزعا فسألته عن ذلك فقال: يا أم هاني ان الله عز وجل عرض علي في منامي القيامة وأهوالها، والجنة ونعيمها، والنار وما فيها وعذابها، فاطلعت في النار فإذا انا بمعاوية وعمرو بن العاص قائمين في حر جهنم ترضخ رؤسها الزبانية بحجارة من جمر جهنم يقولون لهما: هل آمنتما بولاية علي بن أبي طالب. قال ابن عباس فيخرج علي من حجاب العظمة ضاحكا مستبشرا وينادي حكم لي ورب الكعبة فذلك قوله: (أليس الله بأحكم الحاكمين) فيبعث الخبيث إلى النار ويقوم علي في الموقف
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست