مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٦٠
الصادقين)، ولآبائه: (وتقلبك في الساجدين)، ولأولاده: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)، ولايمانه: (السابقون السابقون)، ولعلمه: (ومن عنده علم الكتاب).
قال النبي (ص): يا علي ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حق معرفتك غير الله وغيري. قال ابن حماد:
جل العلي علا * عن مشبه ونظير إمام كل إمام * أمير كل أمير حجاب كل حجاب * سفير كل سفير باب إلى كل رشد * نور على كل نور وحجة الله ربي * على الجحود الكفور وقال النبي صلى الله عليه وآله: علي في السماء كالشمس في النهار في الأرض، وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض. وقال النبي: مثله كمثل بيت الله الحرام يزار ولا يزور، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظلمة، ومثل كمثل الشمس إذا طلعت أنارت قال دعبل (1):
علي كعين الشمس عم ضياؤها * بذاك أشار المؤمنون إلى علي وكان للنبي صلى الله عليه وآله خليفتان، في الخبر ان النبي بكى عند موته فجاء جبرئيل وقال لم تبكي؟ قال: لامتي من لهم بعدي، فرجع ثم قال: ان الله تعالى يقول: أنا خليفتك في أمتك، وقال صلى الله عليه وآله لعلي (ع): أنت تبلغ عني رسالاتي، قال: يا رسول الله أما بلغت؟ قال: بلى ولكن تبلغ عني تأويل الكتاب.
خلفه ليلة الفراش ويوم تبوك لحفظ الأولياء وتخويف الأعداء فكانت دلالة على إمامته: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، أقامه مقامه بالنهار، وأنامه منامه بالليل.
قال أبو الحسن فادشاه:
كأنكم لم تعرفوا من نومه * على الفراش إذ تواعدتم دمه وقال السوسي:
كهارون من موسى تخلف بعده * غداة تبوك إذ غدا عنه غائبا وقدمه للاخاء والمباهلة والغدير وغيرها: من كنت مولاه فعلي مولاه، قوله تعالى " وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم " ومنك ومن نوح. كان النبي صلى الله عليه وآله مقدما في

(1) لدعبل بيت آخر يجري على هذا الوزن والقافية تقدم ذكره في ج 2
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست