مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٥٧
(فنادى في الظلمات)، ويوسف في الجب مطروحا: (فألقوه في غيابة الجب)، وموسى في التابوت مقذوفا: (فاقذفيه في اليم)، ونوح في السفينة راكبا: (أن اصنع الفلك)، وعلي في السقيفة مظلوما: (ألم أحسب الناس أن يتركوا) فظفر الله جمعهم وأهلك عدوهم.
أربعة أشياء يخافها كل أحد حتى الأنبياء: الشيطان، والحية والقتل، والجوع بيانه: (وقل أعوذ بك من همزات الشياطين)، (فأوجس في نفسه خيفة)، (اني قتلت منهم نفسا)، (وقال لفتاه آتنا غدائنا)، وعلي حارب الشيطان، وكلم الثعبان وقاتل الكفار، وأطعم المسكين واليتيم والأسير.
وقد وضع الله خمسة أنوار في خمسة مواضع فأثمرت خمسة أشياء: في عارض إبراهيم فأثمر الرحمة، وفي وجه يوسف فأثمر المحبة، وفي يد موسى فأثمر المعجز، وفي جبين محمد فأثمر الهيبة، قوله صلى الله عليه وآله: نصرت بالرعب، وفي ساعد علي فأثمر الاسلام (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين).
أحمد بن حنبل، عن عبد الرزاق عن المعمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة وابن بطة في الإبانة، عن ابن عباس كلاهما عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من أراد أن ينظر إلى آدم في حلمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى موسى في مناجاته، وإلى إدريس في تمامه وكماله وجماله، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل، قال: فتطاول الناس فإذا هم بعلي كأنما ينقلب في صبب وينحط من جبل. تابعهما أنس إلا أنه قال: وإلى إبراهيم في خلته، وإلى يحيى في زهده، وإلى موسى في بطشه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب. وروي انه نظر ذات يوم إلى علي قال: من أحب أن ينظر إلى يوسف في جماله، وإلى إبراهيم في سخائه، وإلى سليمان في بهجته، وإلى داود في قوته، فلينظر إلى هذا. وفي خبر عنه صلى الله عليه وآله: شبهت لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى، وزهده بزهد أيوب، وسخاءه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان، وقوته بقوة داود. قال القمي:
علي حكى في العلم آدم واحتوى * مناجاة موسى والمسيح بن مريم قال النطنزي في الخصايص، قال أخبرني أبو علي الحداد، قال حدثني أبو نعيم الأصفهاني باسناده عن الأشج قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله يقول: ان اسمك في ديوان الأنبياء الذين لم يوح إليهم، وقال الله تعالى: علي كسائر الأنبياء (ان الله اصطفى آدم ونوحا) الآية.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست