مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٥٨
لعلي خاصة: (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس)، وقال في قصة موسى (وكتبنا له في الألواح من كل شئ) ومن للتبعيض، وقال في قصة عيسى:
(ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه) بلفظة البعض، وقال في قصة علي: (وكل شئ أحصيناه في امام مبين). قال ابن مكي:
فان يكن آدم من قبل الورى * نبي وفي جنة عدن داره فان مولاي على ذو العلى * من قبله ساطعة أنواره تاب على آدم من ذنوبه * بخمسة وهو بهم اجاره وإن يكن نوح بنى سفينة * تنجيه من سيل طمى تياره فان مولاي علي ذو العلى * سفينة ينجي بها أنصاره وإن يكن ذو النون ناجى حوته * في اليم كما كضه حضاره ففي جلندى للأنام عبرة * يعرفها من دله اختياره ردت له الشمس بأرض بابل * والليل قد تجللت أستاره وإن يكن موسى رعى مجتهدا * عشرا إلى أن شفه انتظاره وسار بعد ضره بأهله * حتى علت بالواديين ناره فان مولاي علي ذو العلى * زوجه واختار من يختاره وإن يكس عيسى له فضيلة * تدهش من أدهشه انبهاره من حملته أمه ما سجدت * للات بل شغلها استغفاره وقال ابن الرومي:
رأيتك عند الله أعظم زلفة * من الأنبياء المصطفين ذوي الرشد وقال الله تعالى في حق الملائكة: (يخافون ربهم من فوقهم)، وفي حق علي:
(إنا نخاف ربنا). سأل جبرئيل الخاتم فحباه (إنما وليكم الله)، وسأل ميكائيل الطعام فأعطاه (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا)، وسأل المصطفى الروح ففداه (ومن الناس من يشري نفسه)، وسأل الله السر والعلانية فأتاه (الذين ينفقون أموالهم).
فردوس الديلمي، جابر قال النبي: ان الله تعالى يباهي بعلي بن أبي طالب كل يوم الملائكة المقربين حتى يقولوا: بخ بخ هنيئا لك يا علي، قال جبرئيل: أنا منكما يا محمد، والنبي صلى الله عليه وآله قال: (أنفسنا وأنفسكم). وقال جبرئيل: وما منا إلا له مقام معلوم، ومقام علي أشرف وهو منكب النبي صلى الله عليه وآله. وجبرئيل جاوز بلحظة واحدة سبع سماوات وسبع حجب حتى وصل إلى النبي من عند العرش ما كان لم يقطع في خمسين
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست