مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٥٦
الله إليه)، وإبراهيم عاداه نمرود فهلك، وأحبه سارة فبشرت (فبشرناه بإسحاق)، وعادت اليهود مريم فلعنت وأحبها زكريا (إنا نبشرك)، وعادت النواصب عليا فلعنهم الله في الدنيا والآخرة وأحبته الشيعة فبشرهم بالجنة (يبشرهم ربهم برحمة منه) وخمسة نفر فارقوا قومهم في الله، قال نوح: (يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي، وقال هود حين قالوا: ان نقول إلا اعترتك بعض آلهتنا بسوء: (اني اشهد الله)، وقال إبراهيم (واعتزلكم وما تدعون من دون الله) الآيات. وقال محمد: (نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله)، وقال علي: فأغضيت على القذى، وشربت على الشجى، وصبرت على أخذ الكظم، وعلى أمر من العلقم. وخمسة من الأنبياء وجدوا خمسه أشياء في المحراب: وجد سليمان ملك سنة بعد موته (ما دلهم على موته إلا دابة الأرض) ووجد داود العفو (فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب)، ووجدت مريم طعام الجنة (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا)، ووجد زكريا بشارة يحيى (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب)، ووجد علي الإمامة (إنما وليكم الله ورسوله) الآية. وقد ساواه الله تعالى مع نوح في الشكر: (انه كان عبدا شكورا) وقال لعلي: (لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا). وبالصبر مع أيوب: (إنا وجدناه صابرا)، وفي علي: (وجزاهم بما صبروا). وبالملك مع سليمان: (رب هب لي ملكا) وقال في علي: (وملكا كبيرا). وبالبر مع يحيى: (وبرا بوالديه)، وقال في علي (ان الأبرار يشربون). وبالوفاء مع إبراهيم: (وإبراهيم الذي وفى)، وقال في علي (يوفون بالنذر). وبالاخلاص مع موسى: (انه كان مخلصا)، وقال في علي:
(إنما نطعمكم لوجه الله) الآية. وبالزكاة مع عيسى: (وأوصاني بالصلاة والزكاة) وقال في علي: (إنما وليكم الله ورسوله) الآية. وبالأمن مع محمد: (ليغفر لك الله) وقال في علي: (فوقاهم الله شر ذلك اليوم). وبالخوف مع الملائكة: (يخافون ربهم من فوقهم)، وقال في علي: (إنما نخاف من ربنا). وبالجود مع نفسه: (وهو يطعم ولا يطعم)، وقال فيه: (إنما نطعمكم لوجه الله). وخمس فضائل في خمسة من الأنبياء، وقد استجمع في علي كلها، (وهل أتيك حديث ضيف إبراهيم)، (وكلم الله موسى تكليما)، (ما هذا بشر) يعني يوسف، (وكأين من نبي قاتل معه) يعني زكريا ويحيى، (فيستحي منكم) يعني محمدا، وقال في علي: (ويطعمون الطعام) وقد كلمه الجان والشمس والأسد والذئب والطير، وهو الذي خلق من الماء بشرا، وقتل في المحراب، وسم الحسن، وذبح الحسين. وكان يونس في بطن الحوت محبوسا
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست