مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٦
حرق العجل ثم من عليهم * إذ أنابوا وأمهل السامريا وعلي فقد عفا عن أناس * شرعوا نحوه القنا الزاعبيا فصل: في مساواته هارون ويوشع ولوط عليهم السلام قول النبي صلى الله عليه وآله يوم بيعة العشيرة، ويوم أحد، ويوم تبوك وغيرها: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى، فالمؤمنون أحبوا عليا كما أحب أصحاب هارون هارون ولم يكن لاحد منزلة عند موسى كمنزلة هارون، ولا أحد عند النبي كمنزلة علي. وكان هارون خليفة موسى وعلي خليفة محمد، ولما دخل موسى على فرعون ودعاه إلى الله قال ومن يشهد لك بذلك؟ قال: هذا القائم على رأسك، يعني هارون، فسأله عن ذلك قال اشهد الله انه صادق وانه رسول الله إليك، قال: أما اني لا أعاقبه إلا باخراجه من تكرمتي والحاقه بدرجتك، فدعا له بجبة صوف وألبسه إياها، وجاء بعصا فوضعها في يده، فعوضه الله من ذلك أن ألبسه قميص الحياة، فكان هارون آمنا في سربه ما دام عليه ذلك، وكذلك ألبس الله عليا قميص الامن بقول النبي: ان المحتوم أن لا تموت إلا بعد ثلاثين سنة بعد أن تؤمر وتقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ثم تخضب لحيتك من دم رأسك وقت كذا. فكان هارون إذا نزع القميص مخوفا، وكان علي آمنا على كل حال. وكان أول من صدق بموسى هارون، وهكذا أول من صدق بالنبي علي، ولما ولد الحسن سماه علي حربا، فقال النبي: سمه حسنا، فلما ولد الحسين سماه أيضا حربا، فقال صلى الله عليه وآله: لا، هو الحسين كأولاد هارون شبر وشبير ومشبر.
قال المفجع:
ان هارون كان يخلف موسى * وكذا استخلف النبي الوصيا وكذا استضعف القبايل هارون * وراموا له الحمام الوحيا نصبوا للوصي كي يقتلوه * ولقد كان ذا محال قويا وأخو المصطفى كما كان هارون * أخا لابن أمه لا دعيا وساواه مع يوشع بن نون، علي بن مجاهد في تاريخه مسندا قال النبي صلى الله عليه وآله عند وفاته: أنت مني بمنزلة يوشع بن نون من موسى. قال المفجع:
وله من صفات يوشع عندي * رتب لم أكن لهن نسيا كان هذا لما دعى الناس موسى * سابقا قادحا زنادا وريا وعلي قبل البرية صلى * خائفا حيث لا يعاين ريا
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست