مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٥٢
صالح، سماه الخلق صالحا، وسمى الخالق عليا (صالح المؤمنين). وأخرج صالح (ناقة الله وسقياها) من الجبل، وأخرج علي من الجبل مائة ناقة وقضى دين النبي.
فصل: في مساواته عيسى عليهما السلام خلقه الله روحانيا (فنفخنا فيه من روحنا)، وخلق عليا من نور. وعيسى خرجت أمه وقت الولادة (فانتبذت به مكانا قصيا)، ودخلت أم في في الكعبة في وقت ولادته. وعيسى قرأ التوراة والإنجيل في بطن أمه حتى سمعته أمه، وكان علي يتكلم في بطن أمه وتخر له الأصنام. وقال في عيسى: (ويكلم الناس في المهد)، وعلي تكلم في صغره مع النبي. وقال عيسى (اني عبد الله) وهو أول من تكلم بهذا، وقال علي: وأنا عبد الله وأخو رسول الله، وأنزل الله عليه الوحي في ثلاثين سنة.
وقال عيسى: (ربنا انزل علينا مائدة)، ولعلي أنزل موائد. ولعيسى: (ويعلمه الكتاب)، ولعلي: (ومن عنده أم الكتاب). وخص عيسى بالخط حتى قالوا الخط عشرة أجزاء فتسعة لعيسى وجزء لجميع الخلق، ولعلي كانت علوم الكتب والصحف.
وقال لعيسى: (وتبرء الأكمه والأبرص)، وعي طبيب القلوب في الدنيا والعقبى (إلا من أتى الله بقلب سليم). وقال عيسى: (وأحيي الموتى بإذن الله)، وعلي أحيى بإذن الله ساما وأصحاب الكهف. وقال لعيسى: (كلمة منه اسمه المسيح)، ولعلي (ويحق الله الحق بكلماته). ولعيسى: (وأوصاني بالصلاة)، ولعلي: (سيماهم في وجوههم). وقال عيسى: (والزكاة ما دمت حيا) ولم تكن الزكاة عليه واجبة، ولعلي: (إنما وليكم الله ورسوله) الآية، ولم تكن الزكاة عليه واجبة. وقال عيسى: (مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)، وعلي ناصره ووصيه وختنه وابن عمه وأخوه. وتكلم الأموات مع عيسى، وكلم علي جماعة من الموتى. وان الله تعالى حفظه من اليهود وقال: (ما قتلوه وما صلبوه ولكم شبه لهم)، وحفظ عليا على فراش رسول الله من المشركين (ومن الناس من يشتري نفسه). وقال لعيسى:
(وأيدناه بروح القدس)، وقال لمحمد وعلي: (وأيدناه بجنود لم تروها). وعيسى ولد لستة أشهر، وعلي ولد له الحسن والحسين مثله. وسلمته أمه إلى المعلم يقرأ التوراة عليه، وقال علي: لو ثنيت لي الوسادة، الخبر. وأحيى الله الموتى بدعاء عيسى والقلب الميت يحيى بذكر علي (أو من كان ميتا فأحييناه). وقال له المعلم: أبجد، فقال:
ما معناه؟ فزجره، فقال عيسى: أنا أفسر لك تفسيره، وعلي استكتب من بعض أهل
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست