مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٥
ولعلي سيف. وكان في عصى موسى عجائب عجزت السحرة عنها، وفي سيف علي عجائب عجزة الكفرة عنها. وفي عصى موسى أربعة أحوال: (هي عصاي) ثم تحرك (حية تسعى) ثم كبرت (فإذا هي ثعبان) ثم التقفت (فإذا هي تلقف)، وفي سيف على أربعة أحوال مذكور في بابه. نزل جبرئيل بعصا موسى فأعطاها شعيبا وأعطاها شعيب موسى، ثم انزل ذا الفقار فاعطي محمد وأعطاه محمد عليا. وكان عصا موسى من اللوز المر، وشجرة طوبى في دار فاطمة وعلي. وكان رأسها ذا شعبتين، وكان ذو الفقار ذا شعبتين، وعين اسم علي ذو شعبتين. موسى قذفته أمه في تنور مسجور، وقذف علي من منجنيق. ان ابتلي موسى بفرعون، فقد ابتلي على بفراعنة. وكان لموسى اثنا عشر سبطا، ولعلي اثنا عشر إماما. وقيل لموسى: (اخلع نعليك)، وامر علي أن يضع رجله على كتف محمد. وكان موطئ موسى حجر، وموطئ علي منكب محمد. ارتفع موسى على الطور، وارتفع علي على كتف محمد الرسول. وقال لموسى:
(وألقيت عليك محبة مني) فكان كل من رآه أحبه، وفرض حب علي على الخلق وحبه يميز بين الحق والباطل، ولا يحبك إلا مؤمن تقي، الخبر. وقال لموسى: (وأنا اخترتك)، ولعلي: (وربك يخلق ما يشاء ويختار). وقال لموسى: (واصطنعتك لنفسي)، ولعلي: (إنما وليكم الله) الآية. وقال لموسى انه كان مخلصا، ولعلي:
(إنما نطعمكم لوجه الله). (وإذ قال موسى لفتاه) وكان فتى موسى يوشع، وفتى محمد علي، ولا فتى إلا علي. وكان لموسى شبر وشبير، ولعلي حسن وحسين. وكان ولاية موسى في أولاد هارون، وولاية محمد في أولاد علي. تركوا هارون وعبدوا العجل عجلا جسدا له خوار، وتركوا عليا وعبدوا بني أمية (إذا قومك منه يصدون) موسى ساقي بنات شعيب ووجد من دونهم امرأتين تذودان، وعلي ساقي المؤمنين في القيامة، والولدان سقاة أهل الجنة والمولى ساقي علي، وسقاهم، ووقاهم، ولقاهم، وجزاهم، وسقاه، فسقاه، ورواه، فرياه، وأطعمه، فأطعمه. وجر موسى الحجر من رأس البئر وكان يجروه أربعون رجلا (ولما ورد ماء مدين)، وعلي جر الحجر من عين زحوما وكان مائة رجل عجزوا عن قلعه. قال المفجع:
كان فيه من الكليم جلال * لم يكن عنك علمها مطويا كلم الله ليلة الطور موسى * واصطفاه على الأنام نجيا وأبان النبي في ليلة الطايف * ان الاله ناجى عليا وله منه عفة عن أناس * عكفوا يعبدون عجلا خليا
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست