مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٥١
قال اصطفاه عليكم بمزيدة * من بسطة في العلم والجسمان والله يؤتي من يشاء ولم يكن * من نال منه كرامة بمهان وكذاك كان وصي احمد بعده * متبسطا في الجسم والعرفان لما تولى الامر شد عصابة * عنه شدود توافر الثيران بكم وهم لا يعقلون ولاهم * يتصفحون عمون كالصمان قال النبي فان آية ملكه * اتيان تابوت له تيان اتيان تابوت سيأتيكم به * أملاك ربي أيما اتيان فيه سكينة ربكم وبقية * يا قوم مما ورث الآلان سليمان، سأل خاتم الملك (رب هب لي ملكا) وعلى أعطى خاتم الملك (يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) واليد العليا خير من اليد السفلى فكان سليمان سائلا وعلي معطيا. سليمان قال: (رب هب لي ملكا)، وعلي قال: يا صفراء يا بيضاء غري غيري. سليمان سأل ملكا لا ينبغي لاحد من بعده فاعطي وكان فانيا، وأعطي عليا ملكا باقيا بلا سؤال (نعيما وملكا كبيرا) سليمان لما سأل خاتم الملك أعطي (غدوها شهر ورواحها شهر)، وحبا المرتضى خاتمة الملك فاعطي السيادة في الدنيا (إنما وليكم الله) الآية، والملك في العقبى (وإذا رأيت ثم رأيت) وقال عن سليمان: (علمنا منطق الطير) كما أخبر عن الهدهد وعن النملة، وروى جابر لعلي أنه قال للطير: أحسنت أيها الطير. وقال لسليمان: (إذ عرضت عليه بالعشي الصافنات الجياد) وكانت من غنيمة دمشق الف فرس، فلما رأى الله تعالى صلابته رد الشمس عليه فصلى أداء، وقد ردت الشمس لعلي غير مرة. وقال لسليمان: (وسخرنا له الريح)، وعلي غلب الريح في بئر ذا ت العلم وأطاعته وقت خروجه إلى أصحاب الكهف. وقال في سليمان:
(وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير)، وسخر علي الجن والإنس بسيفه وقال له رسول من الجن: لو أن الانس أحبوك كحبنا، الخبر. وقال في سليمان:
(علمنا منطق الطير)، وقال في علي: (وكل شئ أحصيناه في امام مبين). وأضاف الناس سليمان فعجز عن ضيافتهم، وعلي قد وقعت ضيافته موقع القبول (ويطعمون الطعام على حبه). وتزوج سليمان من بلقيس بالعنف، وزوج الله عليا من فاطمة باللطف. وقال في سليمان: (ومن يزغ عن أمرنا) الآية، وقال في علي: (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله) الآية. وقال في سليمان: (ففهمناها سليمان) وكان يحكم بالغرائب، وعلي: (فاسئلوا أهل الذكر).
(٥١)
مفاتيح البحث: دمشق (1)، الزكاة (1)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست