مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٣
أخي، وأنكره جماعة (يريدون ليطفؤا نور الله) واعتقدت الشيعة إمامته (رجال صدقوا). وسموا يوسف ولدا وأخا وعبدا ومعشوقا، كذلك علي قالت الغلاة: هو الله، وقالت الخوارج: هو كافر، وقالت المرجئة: هو المؤخر، وقال الشيعة: هو معصوم مطهر. نظر في يوسف ثمانية: نظر يعقوب بالمحبة فحرم لقاه (يا أسفا على يوسف) ومالك بن الزعر بالحرمة فصار ملكا (أكرمي مثواه) والعزيز بالفتوة فوجد منه الصيانة (قالت هيت لك قال معاذ الله) وزليخا بالشهوة (فسخر منها وقال نسوة في المدينة) والمؤمنون بالنبوة (يوسف أيها الصديق)، وكذلك نظر في علي ثمانية:
نظر الكفار بالعداوة (قالنا مأواهم ذلك لهم خزي) والمنافقون بالحسد فخسروا (قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا) والمصطفى بالوصية والإمامة فصار ختنه وصاحب جيشه (وهو الذي خلق من الماء بشرا) وسلمان والمقداد بالشفقة فصاروا خواص الصحابة وسرور الشيعة (والسابقون السابقون) والنواصب بالحقارة فضلوا (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا) والغلاة بالمحل فصاروا من الضلال (ومن يبتغ غير الاسلام دينا) والملاحدة بالكذب فصاروا مبتدعين (ان الذين يلحدون في آياتنا) والشيعة بالديانة فصاروا مقربين (انظرونا نقتبس من نوركم). قال المفجع:
كان راحيل يوسف وأخيه * فضلا القوم ناشيا وفتيا ومقال النبي في ابنيه يحكي * في ابن راحيل قوله المرويا كان ذاك الكريم وابنيه سادا * كل من حل في الجنان نجيا فصل: في مساواته موسى عليهما السلام ربي موسى في حجر عدو الله فرعون، وربي علي في حجر حبيب الله محمد. هو موسى بن عمران، وعلي آل عمران وقالوا ان اسم أبي طالب عمران. وحفظ الله موسى في صغره من فرعون وفي كبره من البحر، وحفظ عليا في صغره من الحية حين قتلها وفي كبره من الفرات حين أغارها. وكان لموسى انفلاق البحر وهو نيل مصر (اضرب بعصاك البحر)، انشق نهروان بإشارة علي حين يبس. ضرب موسى بعصاه على البحر وقال: أخرجي أيتها الضفادع، فخرجت، وأطاعت الحية والثعبان عليا، وذلك أهول. وسخر لموسى الجراد والقمل، وسخر لعلي حيتان نهروان إذ نطقت معه وسلمت عليه. وسخر لموسى الدم مفصلات، وعلي أراق دماء الكفار حتى سموه الموت الأحمر. وكان موسى صاحب تسع آيات بينات، وعلي صاحب كذا وكذا
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست