مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤٤
معجزات. وأحيى الله بدعاء موسى قوما (ثم بعثناكم من بعد موتكم)، وأحيى بدعاء علي سام بن نوح وأصحاب الكهف وبوادي صرصر وغيرها. وذاكر الله موسى في كتابه في مائة وثلاثين موضعا، وسمى عليا في كتابه في ثلاثمائة موضع. وقيل لموسى: (وقربناه نجيا)، وقيل لعلي: (وجعلنا لهم لسان صدق عليا). وكلم الله موسى تكليما، وعلي علمه الله تعليما (الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان).
قال المرزكي:
وعلي ناجاه بالطائف الله * ففيما ينافس الزنديق وسخرت الأرض لموسى حتى خسف بقارون، ودمر علي على أعداء النبي صلى الله عليه وآله (انا منهم منتقمون). وقال موسى: (اجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي) وفي آية أخرى: (اخلفني في قومي فقال الله قد أوتيت سؤلك يا موسى)، وقال الله ليلة المعراج: اخلف عليا، وقال صلى الله عليه وآله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى. وسقى الله موسى من الحجر (فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا)، وعلي هو الذي (خلق من الماء بشرا) اثنا عشر إماما. قال المفجع وأخو المصطفى الذي قلب الصخرة * عن مشرب هناك رويا بعد أن رام قلبها الجيش جمعا * فرأوا قلبها عليهم أبيا وأنزل الله على موسى المن والسلوى، وعلي أعطاه النبي من تفاح الجنة ورمانها وعنبها وغير ذلك. خاصم موسى وهارون مع فرعون في كثرة خيله، قال الطبري:
كان الذهلي والبرقي أربعة آلاف رجل وظفرا بهم، وان محمدا وعليا خاصما اليهود والنصارى والمجوس والمشركين والزنادقة وقد ظفرا عليهم (وهو الذي أيدك بنصره) وكان خصم موسى وهارون: فرعون وهامان وقارون وجنودهم، وخصماء محمد وعلي عدد النحل والرمل من الأولين والآخرين. وغرق الله أعداءهما في البحر (ثم أغرقنا الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين)، وسيلقي الله أعداء محمد وعلي في جهنم:
(ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) وينجيهما وأحباءهما (ثم ينجي الذين اتقوا). وعدو موسى برص، ومن عادى عليا برص، وعدو علي برص، قال أنس: هذه دعوة علي خاف موسى من الحية في كبره فقيل: (خذها ولا تخف)، ومزق علي الحية في صغره وتقول العامة من هذا الوجه: حيدر. خاف موسى وهارون من الاستهزاء فقال:
(لا تخافا انني معكما)، ولم يخف محمد وعلي منه (الله يستهزؤ بهم). خاف موسى من عصاه (خذها ولا تخف)، ولم يخف على من الثعبان وكلمه. كان لموسى عصا،
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست