مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٥٠
لداود: (وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب)، وقال لعلي: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب). وقال: (واذكر عبدنا داود ذا الأيدي)، وقال في علي: (أيدك بنصره وبالمؤمنين). وداود خطيب الأنبياء، وعلي أوتي فصل الخطاب فقال: (فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت)، وعلي هزم جنود الكفر والبغي.
كان داود سيف طالوت حتى * هزم الخيل واستباح العديا وعلي سيف النبي بسلع * يوم أهوى بعمرو المشرفيا فتولى الأحزاب عنه وخلوا * كبشهم ساقطا بحال كديا أنبأ والوحي ان داود قد * كان بكفيه صانعا هالكيا وعلي من كسب كفيه قد * أعتق ألفا بذاك كان جزيا وقال داود: (ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال)، ولما أقام النبي عليا مقامه قالوا نحوه فقال النبي علي مع الحق والحق مع علي. وقال في الطالوت: (وزاده بسطة في العلم والجسم)، وكان علي أعلم الأمة وأشجعهم. وقال في طالوت: (ان الله اصطفاه عليكم)، وقال في علي: (وفضلنا آل عمران على العالمين)، وقال: (والله يؤتي ملكه من يشاء ويختار) عطش بنو إسرائيل في غزاة جالوت فقال طالوت: ان الله مبتليكم بنهر، وهو نهر فلسطين، فمن شرب منه فليس مني، فشربوا منه إلا قليلا منهم وكانوا أربعمائة رجل وقيل: ثلاثمائة وثلاثة عشر من جملة ثلاثين ألفا، فقال لهم: لم تطيعوني في شربة ماء فكيف تطيعوني في الحرب، فخلفهم، وعلي أتوه فقالوا: امدد يدك نبايعك، فقال:
ان كنتم صادقين فاغدوا علي غدا محلقين، الخبر. قصد جالوت إلى قلع بيت داود فقتل داود جالوت واستقر الملك عليه، وطلب أعداء علي قهره فقتلهم وماتوا قبله وبقيت الإمامة له ولأولاده (يريدون ليطفؤا نور الله). قال ابن علوية:
في قصة الملا الذين نبيهم * سألوا له ملكا أخا أركان قال النبي فان ربي باعث * طالوت يقدمكم أخا أقران قالوا وكيف يكون ذاك وليس ذا * سعة ونحن أحق بالسلطان
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست