مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٤١
اني أذبحك)، وأبات أبو طالب عليا على فراش رسول الله كل ليلة في الشعب وأباته النبي ليلة الهجرة وبين الفدائين فروق وربما يشفق الوالد على ولده فلا يذبحه، وعلي كان على يقين من الكفار، ويقوى في ظن والده ان أباه يمتحنه في طاعته فيزول كثير من الخوف ويرجو السلامة، وعلي خائف بلا رجاء، وأمره مسند إلى الوحي فيجب الانقياد. وعلي على غير ذلك. وأثنى الله على إبراهيم في خمسة وستين موضعا أوله ابتلى إبراهيم ربه وآخره صحف إبراهيم وموسى، وأنزل الله ربع القرآن في علي.
إسماعيل وإسحاق عليهما السلام. قال المفجع البصري:
وله من صفات إسحاق حال * صار في فضلها لإسحاق سيا صبره إذ يتل للذبح حتى * ظل بالكبش عندها مفديا وكذا استسلم الوصي لأسياف * قريش إذ بيتوه عشيا فوق ليلة الفراش أخاه * بأبي ذاك واقيا ووليا وله أيضا:
من أبيه ذي الأيدي اسما * عيل شبه ما كان عني خفيا انه عاون الخليل على الكعبة * إذ شاد ركنها المبنيا ولقد عاون الوصي حبيب * الله ان يغسلان منه الصفيا كان مثل الذبيح في الصبر والتسليم * سمحا بالنفس ثم سخيا فصل: في مساواته يعقوب ويوسف عليهم السلام كان ليعقوب اثنا عشر ابنا أحبهم إليه يوسف وبنيامين، وكان لعلي سبعة عشر ابنا أحبهم إليه الحسن والحسين. وكان أصغر أولاده لاوي فصارت النبوة له ولأولاده القي له يوسف في غيابة الجب، وذبح لعلي ابنه الحسين. وابتلي يعقوب بفراق يوسف وابتلى علي بذبح الحسين. لم يقع يوسف من يعقوب وإن بعد عنه، ولم تقع الخلافة عن علي وإن بعدت عنه أياما. كان ليعقوب بيت الأحزان، ولآل النبي كربلاء.
ويعقوب ارتد بصيرا بقميص ابنه، وكان لعلي قميص من غزل فاطمة (ع) يتقي به نفسه في الحروب. وكلم ذئب يعقوب وقال لحوم الأنبياء حرام علينا، وكلم ثعبان عليا على المنبر. وكلمه ذئب وأسد أيضا. قال المرزكي:
وكيعقوب كلم الذئب لما * حل في الجب يوسف الصديق سمي يعقوب لأنه أخذ بعقب أخيه عيص، وسمي عليا لأنه علا في حسبه ونسبه
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست