فقال: وأتى لي علم بالغيب؟ قال: أرسلت إليك لتفرق هذه الدنانير في أهلك وهي عشرة آلاف دينار، فقال: ولها غيري، فقال: أقسمت عليك يا أبا عبد الله لتفرقها على فقراء أهلك، ثم عانقه بيده واجازه وخلع عليه وقال: يا ربيع اصحبه قوما يردونه إلى المدينة، قال: فلما خرج أبو عبد الله قلت له: يا أمير المؤمنين لقد كنت من أشد الناس عليه غيظا فما الذي أرضاك عنه! قال: يا ربيع لما حضرت الباب رأيت تنينا عظيما يقرض أنيابه وهو يقول بالسنة الآدميين: إن أنت اشكت ابن رسول الله لأفصلن لحمك من عظمك، فأفزعني ذلك وفعلت به ما رأيت.
وفي الترهيب والترغيب عن أبي القاسم الأصفهاني، والعقد عن ابن عبد ربه الأندلسي ان المنصور قال لما رآه: قتلني الله إن لم أقتلك، فقال له: ان سليمان أعطي فشكر وان أيوب ابتلي فصبر وان يوسف ظلم فغفر وأنت على إرث منهم وأحق بمن تأسى بهم، فقال: إلي يا أبا عبد الله فأنت القرابة وذو الرحم الواشجة السليم الناحية القليل الغائلة، ثم صافحه بيمينه وعانقه بشماله وامر له بكسوة وجائزة.
وفي خبر آخر عن الربيع انه اجلسه إلى جانبه فقال له ارفع حوائجك، فأخرج رقاعا لأقوام، فقال المنصور ارفع حوائجك في نفسك، فقال لا تدعوني حتى أجيبك فقال ما إلى ذلك من سبيل.
إسحاق، وإسماعيل، ويونس بنو عمار، انه استحال وجه يونس إلى البياض فنظر الصادق إلى جبهته فصلى ركعتين ثم حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا رحمن يا رحمن يا رحيم يا رحيم يا ارحم الراحمين يا سميع الدعوات يا معطي الخيرات صل على محمد وعلى أهل بيته الطاهرين الطيبين واصرف عنى شر الدنيا وشر الآخرة واذهب عنى مابى فقد غاضني ذلك وأحزنني. قال فوالله ما خرجنا من المدينة حتى تناثر عن وجهه مثل النخالة وذهب. قال الحكيم بن مسكين ورأيت البياض بوجهه ثم انصرف وليس في وجهه شئ.
أمالي الطوسي باسناده عن سدير الصيرفي قال جاءت امرأة إلى أبى عبد الله فقالت جعلت فداك ان أبى وأمي وأهل بيتي يتولونكم. فقال لها صدقت فما الذي تريدين؟
قالت يا ابن رسول الله أصابني وضح في عضدي فادع الله لي ان يذهب به عنى، قال أبو عبد الله (ع) اللهم انك تبرئ الأكمه والأبرص وتحيي العظام وهي رميم ألبسها عفوك وعافيتك ما ترى اثر إجابة دعائي. فقالت المرأة: والله قمت وما بي منه لا قليل ولا كثير.