مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٥٤
فانطلقوا، فلما دخلوا إليه نظر إليه أبو عبد الله (ع) فقال: أسألك بالله يا نعمان لما صدقتني عن شئ أسألك عنه، هل قلت لأصحابك: مروا بنا إلى إمام الرافضة فنحيره فقال: قد كان ذلك، قال: فاسأل ما شئت، القصة.
أبو العباس البقباق: قال نزار ابن أبي يعقوب والمعلى بن خنيس فقال ابن أبي يعقوب: الأوصياء علماء أتقياء أبرار، وقال ابن خنيس: الأوصياء أنبياء. قال:
فدخلا على أبي عبد الله، فلما استقر مجلسهما قال (ع) أبرأ ممن قال انا أنبياء.
الشيخ المفيد باسناده عن داود بن كثير الرقي قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله إذ قال لي مبتدئا من قبل نفسه: يا داود لقد عرضت على اعمالكم يوم الخميس فرأيت فيما عرض علي من عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك اني علمت صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله. قال داود: وكان لي ابن عم ناصبيا معاندا بلغني عنه وعن عياله سوء حال فصككت له بنفقة قبل خروجي إلى مكة فلما صرت إلى المدينة اخبرني أبو عبد الله (ع) بذلك.
سدير الصيرفي قال: دخلت على أبي عبد الله وقد اجتمع على مالي بيان فأحببت دفعه إليه وكنت حبست منه دينارا لكي أعلم أقاويل الناس فوضعت المال بين يديه فقال لي: يا سدير خنتنا ولم ترد بخيانتك إيانا قطيعتنا، قلت: جعلت فداك وما ذلك؟
قال: اخذت شيئا من حقنا لتعلم كيف مذهبنا، قلت: صدقت جعلت فداك إنما أردت ان اعلم قول أصحابي فقال لي: أما علمت أن كل ما يحتاج إليه نعلمه وعندنا ذلك أما سمعت قول الله تعالى (وكل شئ أحصيناه في امام مبين) اعلم أن علم الأنبياء محفوظ في علمنا مجتمع عندنا وعلمنا من علم الأنبياء فأين يذهب بك؟ قلت: صدقت جعلت فداك.
محمد بن محمد بن أبي حمزة في نوادر الحكمة باسناد له عن أبي بصير قال: دخلت شعيب العقرقوفي على أبى عبد الله ومعه صرة فيها دنانير فوضعها بين يديه فقال له أبو عبد الله: أزكاة أم صلة؟ فسكت، ثم قال: لا حاجة لنا في الزكاة، قال فقبض قبضة فدفعها إليه، فلما خرجت قلت له: كم كانت الزكاة من هذه؟ قال: بقدر ما أعطاني والله لم تزد حبة ولم تنقص حبة.
شعيب العقرقوفي قال: بعث معي رجل بألف درهم وقال: انى أحب ان اعرف فضل أبى عبد الله على أهل بيته فقال: خذ خمسة دراهم مستوقة فاجعلها في الدراهم وخذ من الدراهم خمسة فصيرها في لبنة قميصك فإنك ستعرف ذلك، قال: فأتيت بها أبا عبد الله
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست