مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٥٥
فنثرتها بين يديه فأخذ الخمسة فقال: خذ خمستك وهات خمستنا.
إبراهيم بن عبد الحميد قال: خرجت إلى قبا لأشتري نخلا فلقيته (ع) وقد دخل المدينة فقال: أين تريد؟ فقلت: لعلنا نشتري نخلا، فقال: أو أمنتم الجراد؟ فقلت لا والله لا أشتري نخلة، فوالله ما لبثنا إلا خمسا حتى جاء من الجراد ما لم يترك في النخل حملا ابن جمهور القمي في كتاب الواحدة ان محمد بن عبد الله بن الحسن قال لأبي عبد الله والله اني لاعلم منك وأسخى وأشجع، فقال له: أما ما قلت انك أعلم مني فقد أعتق جدي وجدك الف نسمة من كد يده فسمهم لي وإن أحببت أن أسميهم لك إلى آدم فعلت، واما ما قلت انك أسخى مني فوالله ما بت ليلة ولله علي حق يطالبني به، واما ما قلت انك أشجع مني فكأني أرى رأسك وقد جئ به ووضع على حجر الزنانير يسيل منه الدم إلى موضع كذا وكذا. قال: فحكى ذلك لأبيه، فقال: يا بني آجرني الله فيك ان جعفرا أخبرني انك صاحب حجر الزنابير.
أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين، لما بويع محمد بن عبد الله بن الحسن على أنه مهدي هذه الأمة جاء أبوه عبد الله إلى الصادق (ع) وقد كان ينهاه وزعم أنه يحسده فضرب الصادق يده على كتف عبد الله وقال: إيها والله ما هي إليك ولا إلى ابنك وإنما هي لهذا - يعني السفاح - ثم لهذا - يعني المنصور - يقتله على أحجار الزيت ثم يقتل أخاه بالطفوف وقوائم فرسه في الماء، فتبعه المنصور فقال: ما قلت يا أبا عبد الله فقال: ما سمعته وانه لكائن. قال: فحدثني من سمع المنصور أنه قال: انصرفت من وقتي فهيأت أمري فكان كما قال.
وروي انه لما كبر المنصور أمر ابني عبد الله استطلع حالهما منه فقال الصادق (ع) ما يؤول إليه حالهما أتلو عليك آية فيها منتهى علمي وتلا (لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون). فخر المنصور ساجدا وقال: حسبك أبا عبد الله.
ابن كادش العكبري في مقاتل العصابة العلوية كتابة، لما بلغ أبا مسلم موت إبراهيم الامام وجه بكتبه إلى الحجاز إلى جعفر بن محمد و عبد الله بن الحسن ومحمد بن علي ابن الحسين يدعو كل واحد منهم إلى الخلافة فبدأ بجعفر فلما قرأ الكتاب أحرقه وقال هذا الجواب، فأتى عبد الله الحسن فلما قرأ الكتاب قال: أنا شيخ ولكن ابني محمدا مهدي هذه الأمة، فركب واتى جعفرا فخرج إليه ووضع يده على عنق حماره وقال يا أبا محمد ما جاء بك في هذه الساعة؟ فأخبره، فقال: لا تفعلوا فان الامر لم يأت بعد،
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»
الفهرست