مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٣٦١
فصل: في خرق العادات له عليه السلام سدير الصيرفي قال: كنت مع الصادق (ع) في عرفات فرأيت الحجيج وسعت الضجيج فتوسمت وقلت في نفسي: أترى هؤلاء كلهم على الضلال؟ فناداني الصادق فقال: تأمل، فتأملتهم فإذا هم قردة وخنازير. قال ابن حماد:
لم لم يسمعوا مقال سدير * وهو في قوله سديد رشيد كنت مع جعفر لدى عرفات * ولجمع الحجيج عج شديد فتوسمت ثم قلت ترى ضل * عن الله جمع هذا الجنود فانثنى سيدي علي وناداني * تأمل ترى الذي قد تريد فتأملتهم إذا هم خنازير * بلا شك كلهم وقرود الحسين بن محمد قال: سخط علي بن هبيرة على رفيد فعاذ بأبي عبد الله فقال له:
انصرف إليه واقرأه مني السلام وقل له: اني أجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء، فقال: جعلت فداك شامي خبيث الرأي، فقال: اذهب إليه كما أقول لك، قال: فاستقبلني أعرابي ببعض البوادي، فقال: أين تذهب؟ انى أرى وجه مقتول ثم قال لي: اخرج يدك، ففعلت، فقال: يد مقتول، ثم قال لي: اخرج لسانك، ففعلت، فقال: امض فلا بأس عليك فان في لسانك رسالة لو أتيت بها الجبال الرواسي لانقادت لك فقال: فجئت فلما دخلت عليه أمر بقتلي فقلت: أيها الأمير لم تظفر بي عنوة وإنما جئتك من ذات نفسي وههنا أمرا ذكره لك ثم أنت وشأنك فأمر من حضر فخرجوا فقلت له: مولاك جعفر بن محمد يقرؤك السلام ويقول لك: قد أجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء، فقال: الله لقد قال لك جعفر هذه المقالة وأقرأني السلام، فحلفت فردها علي ثلاثا ثم حل كتابي ثم قال: لا يقنعني منك حتى تفعل بي ما فعلت بك، قلت: ما تكتف يدي يديك ولا تطيب نفسي، فقال: والله لا يقنعني إلا ذاك، ففعلت كما فعل وأطلقته فناولني خاتمه وقال: أمري في يدك فدبر فيها ما شئت التمس محمد بن سعيد من الصادق رقعة إلى محمد بن أبي الثمال في تأخير خراجه فقال (ع) قال له: سمعت جعفر بن محمد يقول: من أكرم لنا مواليا فبكرامة الله بدار ومن أهانه فلسخط الله تعرض ومن أحسن إلى شيعتنا فقد أحسن إلى أمير المؤمنين ومن أحسن إلى أمير المؤمنين فقد أحسن إلى رسول الله ومن أحسن إلى رسول الله فقد أحسن إلى الله ومن أحسن إلى الله كان والله معنا في الرفيع الاعلى. قال: فأتيته وذكرته
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست