من نسائنا ووضعت في رجالنا، ونزعت الغلمة من رجالكم ووضعت في نسائكم فما قام لأموية إلا هاشمي، ثم خرج يقول:
ومارست هذا الدهر خمسين حجة * وخمسا ارجي قابلا بعد قابل فما انا في الدنيا بلغت جسيمها * ولا في الذي أهوى كدحت بطايل وقد أشرعتني في المنايا أكفها * وأيقنت انى رهن موت معاجل وقال الحسن بن علي (ع) لحبيب بن مسلمة الفهري: رب مسير لك في غير طاعة، قال: اما مسيري إلى أبيك فلا، قال: بلى ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة ولئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك فلو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا كنت كما قال الله عز وجل: (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) ولكنك كما قال:
(بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).
وقيل لمجنون: الحسن كان أفضل أم الحسين؟ فقال: الحسن لقوله (ربنا آتنا في الدنيا حسنة) ولم يقل حسينة. قال المرتضى:
وعهدت منك ولاية لمعاشر * لهم المعاد وحكمه والمحشر قوم لمن شاؤوا هنالك قدموا * في الفائزين ومن أشاؤا أخروا وبحبهم من في الجنان مخلد * ولأجلهم سقي الظماء الكوثر فصل: في محبة النبي إياه روى أو علي الجبائي في مسند أبى بكر بن أبي شيبة عن ابن مسعود، وروى عبد الله بن شداد عن أبيه، وأبو يعلى الموصلي في المسند عن ثابت البناني عن انس، و عبد الله بن شيبة عن أبيه: انه دعي النبي إلى صلاة والحسن متعلق به فوضعه النبي مقابل جنبه وصلى فلما سجد أطال السجود فرفعت رأسي من بين القوم فإذا الحسن على كتف رسول الله فلما سلم قال له القوم: يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها كأنما يوحى إليك فقال: لو يوح إلي ولكن ابني كان على كتفي فكرهت ان أعجله حتى نزل، وفي رواية عبد الله بن شداد انه صلى الله عليه وآله قال:
ان ابني هذا ارتحلني فكرهت ان أعجله حتى يقضي حاجته.
الحلية بالاسناد عن أبي بكرة قال: كان النبي يصلي بنا وهو ساجد فيجئ الحسن وهو صبي صغير حتى يصير على ظهره أو رقبته فيرفعه رفعا رفيقا، فلما صلى صلاته قالوا: يا رسول الله انك لتصنع بهذا الصبي شيئا لم تصنعه بأحد فقال: ان هذا ريحانتي الخبر. وفيها عن أبي هريرة قال: ما رأيت الحسن قط إلا فاضت عيناي دموعا وذلك أنه أتى يوما يشتد حتى قعد في حجر رسول الله فجعل يقول بيده هكذا في لحية رسول الله يفتح فمه ثم يدخل فيه ويقول: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه، يقولها ثلاث مرات، وفيها عن البراء بن عازب قال: رأيت رسول الله واضعا للحسن على عاتقه فقال: من أحبني فليحبه.