مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٠٧
وقال عبد الله بن الحسين: ان الإمامة في ولد الحسن والحسين لأنهما سيدا شباب أهل الجنة وهما في الفضل سواء ألا ان للحسن فضلا بالكبر والتقديم فكان الواجب أن تكون الإمامة إذا في ولد الأفضل، فقال الربيع بن عبد الله: ان موسى وهارون كانا نبيين مرسلين وكان موسى أكبر من هارون وأفضل فجعل الله النبوة في ولد هارون دون ولد موسى، وكذلك جعل الله عز وجل الإمامة في ولد الحسين لتجري في هذه سنن من قبلها من الأمم حذو النعل بالنعل فبلغ ذلك الصادق (ع) فقال:
أحسنت يا ربيع ومن ذلك حديث الرضاع. ويستدل من الحساب على أن الإمامة في أولاد الحسين: ان لفظة الحسين مائة وثمانية وعشرين زيادة بعشر والحسين وأولاده عشرة. قال القاضي بن قادوس البصري:
هي بيعة الرضوان أبرمها التقى * وأنارها النص الجلي وألجما ما اضطر جدك في أبيك وصية * وهو ابن عم أن يكون له انتمى وكذا الحسين وعن أخيه حازها * وله البنون بغير خلف منهما موسى بن جعفر، والحسين بن علي في قوله تعالى: (الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة) قال: هذه فينا أهل البيت. أبو بصير عن الصادق (ع) في قوله تعالى: (قل إنما يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون) الوصية لعلي بعدي نزلت مشددة. الباقر (ع) في قراءة علي (ع) وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد: (فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) لرسول الله والامام بعده.
الباقر (ع) في قوله تعالى: (لقد سمع الله قول الذين قالوا) الآية، قال: هم يزعمون أن الامام يحتاج منهم إلى ما يحملون إليه، التباع خمسة ولكل قوم منهم يوم تباع السلطان ولهم النيران: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا)، وتباع الشياطين وهم الملاعين: (لا تتبعوا خطوات الشيطان)، وتباع أئمة الهوى ولهم الردى: (ولا تتبعوا أة واء قوم)، وتباع الأئمة ولهم الجنة، فقال في رسول الله (فمن تبع هداي) وفي شأن علي: (واتبعوا النور الذي انزل معه)، وفي شأن الأئمة الاثني عشر:
(والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان).
لما ورد بسبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيد العرب وعزم على أن يحملوا العليل والضعيف والشيخ والكبير في الطواف وحول البيت على ظهورهم، فقال أمير المؤمنين: ان النبي قال: أكرموا كريم قوم وإن خالفوكم وهؤلاء الفرس حكماء كرماء فقد ألقوا الينا بالمسلم ورغبوا في الاسلام فقد أعتقت
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست