مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٧٧
فقال له: يا أعرابي أشكلت علي في قضيتك، فدله على عمر، ودله عمر على عبد الرحمن، فلما عجزوا قالوا: عليك بالأصلع، فقال أمير المؤمنين: سل أي الغلامين شئت، فقال الحسن: يا أعرابي ألك إبل؟ قال: نعم، قال: فاعمد إلى عدد ما أكلت من البيض نوقا فاضربهن بالفحول فما فضل منها فاهده إلى بيت الله العتيق الذي حججت إليه، فقال أمير المؤمنين: ان من النوق السلوب ومنها ما يزلق، فقال: ان يكن من النوق السلوب وما يزلق فان من البيض ما يمرق، قال فسمع صوت: معاشر الناس ان الذي فهم هذا الغلام هو الذي فهمها سليمان بن داود.
من لا يحضره الفقيه انه استفتي (ع) عن جارية زفت إلى بيت رجل فوثبت عليها ضرتها وضبطتها بنات عم لها فافتضتها بإصبعها، فقال (ع): التي افتضتها زانية عليها صداقها وجلد مائة، واللواتي ضبطنها مفتريات عليهن جلد ثمانين.
الكليني في الكافي: انه جاء في حديث عمر بن عثمان عن أبي عبد الله (ع) انه سئل الحسن عن امرأة جامعها زوجها فقامت بحرارة جماعه فساحقت جارية بكرا وألقت النطقة إليها فحملت، فقال (ع): اما في العاجل فتؤخذ المرأة بصداق هذه البكر لان الولد لا يخرج منها حتى يذهب عذرتها ثم ينتظر بها حتى تلد فيقام عليها الحد ويؤخذ الولد فيرد إلى صاحب النطفة وتؤخذ المرأة ذات الزوج فترجم، قال: فاطلع أمير المؤمنين (ع) وهم يضحكون فقصوا عليه القصة، فقال: ما أحكم إلا ما حكم به الحسن. وفي رواية: لو أن أبا الحسن لقيهم ما كان عنده إلا ما قال الحسن.
من لا يحضره الفقيه عن ابن بابويه باسناده عن الرضا (ع): انه أتى عمر برجل وجد على رأسه قتيل وفي يده سكين مملوءة دما، فقال الرجل: لا والله ما قتلته ولا أعرفه وإنما دخلت بهذه السكين أطلب شاة لي عدمت من بين يدي فوجدت هذا القتيل، فأمر عمر بقتله، فقال الرجل القاتل: إنا لله وإنا إليه راجعون قد قتلت رجلا وهذا رجل آخر يقتل بسببي، فشهد على نفسه بالقتل، فأدركهم أمير المؤمنين وقال:
لا يجب عليه القود إن كان قتل نفسا فقد أحيى نفسا ومن أحيى نفسا فلا يجب عليه قود، فقال عمر: سمعت رسول الله يقول: أقضاكم علي، وأعطى ديته من بيت المال وفي الكافي والتهذيب، أبو جعفر: ان أمير المؤمنين (ع) سأل فتوى ذلك الحسن فقال: يطلق كلاهما والدية من بيت المال، قال: ولم؟ قال لقوله: (ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا).
أبو سنان عن رجل من أهل الكوفة: ان الحسن بن علي (ع) كلم رجلا فقال:
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست