مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٧٣
والمباهل الخامس، الحسن بن علي بن أبي طالب، وزنه في الحساب ولي الله ووصيه لاستوائهما في ثلاثمائة وثلاث وخمسين. قال ابن هاني المغربي:
هو علة الدنيا ومن خلقت له * ولعلة ما كانت الأشياء من صفو ماء الوحي وهو مجاجة * من حوضة الينبوع وهو شفاء من أبكت الفردوس حيث تفتقت * ثمراتها وتفيأ الافياء من شعلة القبس التي عرضت على * موسى وقد حارت به الظلماء من معدن التقديس وهو سلالة * من جوهر الملكوت وهو ضياء هذا الذي عطفت عليه مكة * وشعابها والركن والبطحاء فعليه من سيما النبي دلالة * وعليه من نور الاله بهاء وله أيضا:
وخير زاد من المرء من بعد التقى * حب التقاه الغر أصحاب الكساء وقال العبدي:
محمد وصنوه وابنته * وابناه خير من تحفى واحتذى صلى عليهم ربنا باري الورى * ومنشئ الخلق على وجه الثرى صفاهم الله تعالى وارتضى * واختارهم من الأنام واجتبى لولاهم ما رفع الله السما * ولا دحى الأرض ولا أنشأ الورى لا يقبل الله لعبد عملا * حتى يواليهم باخلاص الولا ولا يتم لامرء صلاته * إلا بذاكرهم ولا يزكو الدعا لو لم يكونوا خير من وطأ الحصى * ما قال جبريل لهم تحت العبا هل أنا منكم شرف ثم علا * يفاخر الاملاك إذ قالوا بلى فصل: في معجزاته عليه السلام محمد بن إسحاق بالاسناد جاء أبو سفيان إلى علي (ع) فقال: يا أبا الحسن جئتك في حاجة، قال: وفيم جئتني؟ قال: تمشي معي إلى ابن عمك محمد فتسأله أن يعقد لنا عقدا ويكتب لنا كتابا، فقال: يا أبا سفيان لقد عقد لك رسول الله عقد لا يرجع عنه أبدا، وكانت فاطمة من وراء الستر والحسن يدرج بين يديها وهو طفل من أبناء أربعة عشر شهرا، فقال لها: يا بنت محمد قولي لهذا الطفل يكلم لي جده فيسود بكلامه العرب والعجم، فأقبل الحسن (ع) إلى أبي سفيان وضرب احدى يديه على انفه والأخرى على لحيته ثم أنطقه الله عز وجل بأن قال: يا أبا سفيان قل لا إله إلا الله محمدا رسول الله حتى أكون شفيعا، فقال (ع): الحمد الله الذي جعل في آل محمد من ذرية محمد المصطفى نظير يحيى بن زكريا (فأتيناه الحكم صبيا).
بصائر الدرجات: ان الحسن بن علي (ع) خرج في عمرة ومعه رجل من ولد الزبير فنزلوا في منهل تحت نخل يابس، فقال الزبيري: لو كان في هذا النخل
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست