مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٨٢
ولهم في القرآن في غسق الليل * إذا طرب السفيه حنين وبكاء ملء العيون غزير * وتكاد الصخور منه تلين (ومن سخائه عليه السلام) ما روي أنه سأل الحسن بن علي رجل فأعطاه خمسين ألف دينار وقال: إئت بحمال يحمل لك، فأتى بحمال فأعطاه طيلسانه فقال: هذا كري الحمال. وجاءه بعض الاعراب فقال: أعطوه ما في الخزانة، فوجد فيها عشرون ألف درهم ، فدفعها إلى الاعرابي، فقال الاعرابي: يا مولاي ألا تركتني أبوح بحاجتي وأنشر مدحتي، فأنشأ الحسن (ع):
نحن أناس نوالنا خضل * يرتع فيه الرجاء والأمل تجود قبل السؤال أنفسنا * خوفا على ماء وجه من يسل لو علم البحر فضل نائلنا * لغاض من بعد فيضه خجل أبو جعفر المدائني في حديث طويل: خرج الحسن والحسين و عبد الله بن جعفر حجاجا ففاتتهم أثقالهم فجاعوا وعطشوا فرأوا في بعض الشعوب خباءا رثا وعجوزا فاستسقوها فقالت: اطلبوا هذه الشويهة، ففعلوا واستطعموها فقالت: ليس إلا هي فليقم أحدكم فليذبحها حتى أصنع لكم طعاما، فذبحها أحدهم ثم شوت لهم من لحمها وأكلوا وقيلوا عندها، فلما نهضوا قالوا لها: نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه فإذا انصرفنا وعدنا فالممي بنا فانا صانعون لك خيرا، ثم رحلوا، فلما جاء زوجها وعرف الحال أوجعها ضربا، ثم مضت الأيام فأضرب بها الحال فرحلت حتى اجتازت بالمدينة فبصر بها الحسن عليه السلام فأمر لها بألف شاة وأعطاها ألف دينار وبعث معها رسولا إلى الحسين فأعطاها مثل ذلك ثم بعثها إلى عبد اله بن جعفر فأعطاها مثل ذلك ثم بعثها إلى عبد الله بن جعفر فأعطاها مثل ذلك.
البخاري: وهب الحسن بن علي لرجل ديته، وسأله رجل شيئا فأمر له بأربعمائة درهم فكتب له بأربعمائة دينار، فقيل له في ذلك فأخذه وقال: هذا سخاؤه، وكتب عليه بأربعة آلاف درهم.
وسمع (ع) رجلا إلى جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف إلى بيته وبعث إليه بعشرة آلاف درهم. ودخل عليه جماعة وهو يأكل فسلموا وقعدوا فقال (ع): هلموا فإنما وضع الطعام ليؤكل.
ودخل الغاضري عليه فقال: اني عصيت رسول الله، فقال: بئس ما عملت، كيف؟ قال قال صلى الله عليه وآله: لا يفلح قوم ملكت عليهم امرأة وقد ملكت علي امرأتي وأمرتني أن أشتري عبدا فاشتريته فأبق مني، فقال (ع): إختر أحد ثلاثة، ان
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست