مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٨٠
ولولاهم لم يزك لي عمل ولا * تقبل صومي خالقي وصلاتي محبتهم لي حجة وولاهم * ألاقي به الرحمن عند وفاتي فصل: في مكارم أخلافه عليه السلام اما زهده ما جاء في روضة الواعظين عن الفتال ان الحسن بن علي (ع) كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفر لونه، فقيل له في ذلك فقال: حق على كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه وترتعد مفاصله. وكان (ع) إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول: إلهي ضيفك ببابك يا محسن قد اتاك المسئ فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم.
الفايق: ان الحسن (ع) كان إذا فرغ من الفجر لم يتكلم حين تطلع الشمس وان زحزح، أي وإن أريد تنحيه من ذلك باستنطاق ما يهم. قال الصادق (ع):
ان الحسن بن علي (ع) حج خمسة وعشرين حجة ماشيا وقاسم الله تعالى ماله مرتين.
وفي خبر: قاسم ربه ثلاث مرات وحج عشرين حجة على قدميه.
أبو نعيم في حلية الأولياء بالاسناد عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي (ع) قال الحسن: اني لأستحيي من ربى ان ألقاه ولم أمش إلى بيته فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه. وفي كتابه بالاسناد عن شهاب بن عامر: ان الحسن بن علي قاسم الله تعالى ماله مرتين حتى تصدق بفرد لعله. وفي كتابه بالاسناد عن أبي نجيح ان الحسن بن علي حج ماشيا وقسم ماله نصفين. وفي كتابه بالاسناد عن علي بن جذعان قال: خرج الحسن بن علي من ماله مرتين وقاسم الله ماله ثلاث مرات حتى إن كان ليعطى نعلا ويمسك نعلا ويعطى خفا ويمسك خفا.
وروى عبد الله بن عمر عن ابن عباس قال: لما أصيب معاوية قال: ما آسي على شئ إلا على أن أحج ماشيا، ولقد حج الحسن بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا وان النجايب لتقاد معه وقد قاسم الله ماله مرتين حتى إن كان ليعطى النعل ويمسك النعل ويعطى الخف ويمسك الخف.
وروي انه دخلت عليه امرأة جميلة وهو في صلاته فأوجز في صلاته ثم قال لها:
ألك حاجة؟ قالت: نعم، قال: وما هي؟ قالت قم فأصب مني فاني وفدت ولا بعل لي، قال: إليك عني لا تحرقيني بالنار ونفسك، فجعلت تراوده عن نفسه وهو يبكي ويقول: ويحك إليك عني، واشتد بكاؤه، فلما رأت ذلك بكت لبكائه فدخل الحسين
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست