مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٥٨
ذريتي من صلبي ومن صلب علي بن أبي طالب، ان كل بني بنت ينسبون إلى أبيهم إلا أولاد فاطمة فاني أنا أبوهم. وقيل في قوله: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) إنما نزل في نفي التبني لزيد بن حارثة، وأراد بقوله: (من رجالكم) البالغين في وقتكم والاجماع على أنهما لم يكونا بالغين فيه.
الاحياء عن الغزالي، والفردوس عن الديلمي، قال المقداد بن معدي كرب: قال النبي: حسن منى وحسين من علي. وقال صلى الله عليه وآله: هما وديعتي في أمتي.
ومن ملاعبته صلى الله عليه وآله معهما ما رواه ابن بطة في الإبانة من أربعة طرق عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال: دخلت على النبي والحسن والحسين على ظهره وهو يجثو بهما ويقول: نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما. ابن نجيح: كان الحسن والحسين يركبان ظهر النبي ويقولان: حل حل، ويقول: نعم الجمل جملكما. السمعاني في الفضائل عن أسلم مولي عمر عن عمر بن الخطاب قال: رأيت الحسن والحسين على عاتقي رسول الله، فقلت: نعم الفرس لكما، فقال رسول الله: ونعم الفارسان هما.
ابن حماد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله برك للحسن والحسين فحملهما وخالف بين أيديهما وأرجلهما وقال: نعم الجمل جملكما. الخركوشي في شرف النبي عن عبد العزيز باسناده عن النبي انه كان جالسا فأقبل الحسن والحسين فلما رآها النبي قام لهما واستبطأ بلوغها إليه فاستقبلهما وحملهما على كتفيه وقال: نعم المطي مطيكما ونعم الراكبان أنتما وأبوكما خير منكما.
تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفين عن عبد الله بن موسى عن سفين عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: حمل رسول الله الحسن والحسين على ظهره الحسن على أضلاعه اليمنى والحسين على أضلاعه اليسرى ثم مشى وقال: نعم المطي مطيكما ونعم الراكبان أنتما وأبوكما خير منكما. قال الحميري:
من ذا الذي حمل النبي برأفة * ابنيه حتى جاوز الغمضاء من قال نعم الراكبان هما ولم * يكن الذي قد كان منه خفاء وله أيضا:
أتى حسنا والحسين الرسول * وقد خرجا ضحوة يلعبان فضمهما ثم فداهما * وكانا لديه بذاك المكان ومرر تحتهما منكباه * فنعم المطية والراكبان وليدان أمهما برة * حصان مطهرة للحصان وشيخهما ابن أبي طالب * فنعم الوليدان والولدان
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست