الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال: من أحبني فليحب هذين. وفي رواية الحلية: ذروهما بأبى وأمي من أحبني فليحب هذين.
تفسير الثعلبي قال الربيع بن خيثم لبعض من شهد قتل الحسين (ع): جئتم بها معلقيها، يعني الرؤس، ثم قال: والله لقد قتلتم صفوة لو أدركهم رسول الله لقبل أفواههم وأجلسهم في حجره، ثم قرأ: اللهم فاطر السماوات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. ومن ايثارهما على نفسه صلى الله عليه وآله أنه قال: عطش المسلمون عطشا شديدا، فجاءت فاطمة بالحسن والحسين إلى النبي فقالت: يا رسول الله انهما صغيران لا يحتملان العطش، فدعا الحسن فأعطاه لسانه فمصه حتى ارتوى، ثم دعا الحسين فأعطاه لسانه فمصه حتى ارتوى.
أبو صالح المؤذن في الأربعين، وابن بطة في الابنة عن علي وعن الخدري، وروى أحمد بن حنبل في مسند العشيرة، وفضائل الصحابة عن عبد الرحمن بن الأزرق عن علي (ع) وقد روى جماعة عن أم سلمة، وعن ميمونة واللفظ له عن علي (ع) قال: رأينا رسول الله قد أدخل رجله في اللحاف أو في الشعار فاستسقى الحسن فوثب النبي إلى منيحة لنا فمص من ضرعها فجعله في قدح ثم وضعه في يد الحسن فجعل الحسين يثب عليه ورسول الله يمنعه فقالت فاطمة: كأنه أحبهما إليك يا رسول الله. قال:
ما هو بأحبهما إلي ولكنه استسقى أول مرة وانى وإياك وهذين وهذا المنجدل يوم القيامة في مكان واحد. ابن حازم عن أبي هريرة قال: رأيت النبي يمص لعاب الحسن والحسين كما يمص الرجل التمرة.
ومن فرط محبته لهما ما روى يحيى بن أبي كثير وسفيان بن عيينة باسنادهما انه سمع رسول الله بكاء الحسن والحسين وهو على المنبر فقام فزعا ثم قال: أيها الناس ما الولد إلا فتنة لقد قمت إليها وما معي عقلي. وفي رواية: وما أعقل.
الخركوشي في اللوامع وفي شرف النبي أيضا، والسمعاني في الفضائل، والترمذي في الجامع والثعلبي في الكشف والواحدي في الوسيط وأحمد بن حنبل في الفضائل وروى الخلف عن عبد الله بن بريدة قال سمعت أبي يقول: كان رسول الله يخطب على المنبر فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله من المنبر فحملهما ووضعهما بن يديه ثم قال: (إنما أموالكم وأولادكم فتنه) إلى آخر كلامه وقد ذكره أبو طالب الحارثي في قوت القلوب إلا أنه تفرد بالحسن بن علي (ع)