مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٤٧
شعيب، والحسن بن مهران، والنقاش، والقشيري والثعلبي، والواحدي في تفاسيرهم وصاحب أسباب النزول، والخطيب المكي في الأربعين، وأبو بكر الشيرازي في نزول القرآن في أمير المؤمنين (ع)، والأشنهي في اعتقاد أهل السنة، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الفضل النحوي في العروس في الزهد، وروى أهل البيت (ع) عن الأصبغ بن نباتة وغيره عن الباقر (ع) واللفظ له في قوله تعالى: (هل أتى على الانسان حين من الدهر) انه مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله في جميع أصحابه وقال لعلي: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا عافاهما الله، فقال: أصوم ثلاثة أيام وكذلك قالت فاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة فبرؤا، فأصبحوا صياما ليس عندهم طعام فانطلق علي إلى يهودي يقال له فنحاص بن الحارا، وفي رواية: شمعون بن حاريا يستقرضه وكان يعالج الصوف فأعطاه جزة من صوف وثلاثة أصوع من الشعير وقال: تغزلها ابنة محمد، فجاء بذلك فغزلت فاطمة ثلث الصوف ثم طحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي إذا مسكين على الباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد انا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين يشكو الينا جائع حزين * كل امرئ بكسبه رهين فقالت فاطمة (ع):
أمرك سمعا يا بن عم طاعة * ما فلي من لؤم ولا وضاعة أطعمه ولا أبالي الساعة * أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة ان الحق الأخيار والجماعة * وادخل الخلد ولي شفاعة ودفعت ما كان على الخوان إليه وباتوا جياعا وأصبحوا صياما ولم يذوقوا إلا الماء القراح فلما أصبحوا غزلت الثلث الثاني وطحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص فلما جلسوا خمستهم وكسر على لقمة إذا يتيم على الباب يقول: السلام عليكم أهل بيت محمد انا يتيم من أيتام المسكين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة، فوضع اللقمة من يده وقال:
فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالذميم قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست