مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١٥٣
المتقون بنا من بعدنا، وقال الله: (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا) يعني علي بن أبي طالب والحسن والحسين وفاطمة (ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما)، وقد روي أن (والتين والزيتون) نزلت فيهم.
الصادق (ع) في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به) قال: الكفلين الحسن والحسين والنور علي، وفي رواية سماعة عنه (ع): (نورا تمشون به) قال: إماما تأتمون به.
ويقال في قوله تعالى: (ومن كل شئ خلقنا زوجين) ان الله تعالى بنى الدنيا والعقبى على ثلاثين زوجا، عشرة للعالم الأصغر، وهي: العينان والأذنان والخدان والشفتان والمنكبان والساعدان واليدان والساقان والرجلان، وعشرة للعالم الأكبر وهي:
الملوان والعصران والخافقان والأزهران والسعدان والنحسان والحجران والأقطعان والابهمان والأفجران، وعشرة للدنيا والآخرة وهي: الداران والغاران والأصغران والأكبران والأصمعان والزوجان والحافظان والأمران والحرمان والحسنان.
واعلم أن الخط جزءان، والمؤلف جوهران، والموجبان اثنان عقلي وشرعي، والكلام اثنان مهمل ومستعمل في كثير من ذلك، ومنه الأبوان والجدان والزوجان وذلك كثير. قال المؤلف:
نفسي تفدى لسيدي الحسنين * من أحمد والوصي خير الثقلين زوجان فذا مثل السمع وذا مثل العين * فاسلك فيها من كل زوجين اثنين فصل: في محبة النبي إياهما أحمد بن حنبل وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما، وابن ماجة في السنن، وابن بطة في الإبانة، وأبو سعيد في شرف النبي، والسمعاني في فضائل الصحابة بأسانيدهم عن أبي حازم عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وآله: من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني. جامع الترمذي باسناده عن أنس بن مالك قال: سئل رسول الله أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: الحسن والحسين، وقال: من أحب الحسن والحسين أحببته ومن أحببته أحبه الله ومن أحبه الله أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله خلده النار. جامع الترمذي، وفضائل أحمد، وشرف المصطفى، وفضائل السمعاني، وأمالي ابن شريح، وإبانة ابن بطة، ان النبي أخذ بيد الحسن والحسين فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست