مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١١٨
فأسلم في الحال وأسلمت امرأته وجيرانه حتى أسلم ثمانون نفسا.
وسألت رسول الله صلى الله عليه وآله خاتما فقال: ألا أعلمك ما هو خير من الخاتم، إذا صليت صلاة الليل فاطلبي من الله عز وجل خاتما فإنك تنالين حاجتك، قالت: فدعت ربها تعالى فإذا بهاتف يهتف: يا فاطمة الذي طلبت مني تحت المصلى، فرفعت المصلى فإذا الخاتم ياقوت لا قيمة له، فجعلته في إصبعها وفرحت، فلما نامت في ليلتها رأت في منامها كأنها في الجنة فرأت ثلاثة قصور لم تر في الجنة مثلها قالت: لمن هذه القصور قالوا: لفاطمة ببنت محمد، قالت: فكأنها دخلت قصرا من ذلك ودارت فيه فرأت سريرا قد مال على ثلاث قوائم فقالت: ما لهذا السرير قد مال على ثلاثة؟ قالوا: لان صاحبته طلبت من الله تعالى خاتما فنزع أحد القوائم وصيغ لها خاتم وبقي السرير على ثلاث قوائم، فلما أصبحت دخلت على رسول الله (ص) وقصت القصة، فقال النبي:
معاشر آل عبد المطلب ليس لكم الدنيا إنما لكم الآخرة وميعادكم الجنة ما تصنعون بالدنيا فإنها زائلة غرارة، فأمره النبي ان ترد الخاتم تحت المصلى فردت ثم نامت على المصلى فرأت في المنام انها دخلت الجنة فدخلت ذلك القصر ورأت السرير على أربع قوائم، فسألت عن حاله فقالوا: ردت الخاتم ورجع السرير إلى هيئته.
أبو جعفر الطوسي في اختيار الرجال عن أبي عبد الله (ع)، وعن سلمان الفارسي انه لما استخرج أمير المؤمنين (ع) خرجت فاطمة حتى انتهت إلى القبر فقالت: خلوا عن ابن عمي فوالله الذي بعث محمدا بالحق لان لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله على رأسي ولأصرخن إلى الله تعالى فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي، قال سلمان: فرأيت والله أساس حيطان المسجد تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل ان ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها وقلت: يا سيدتي ومولاتي ان الله تبارك وتعالى بعث إياك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا.
المفضل بن عمر (1) عن الصادق (ع) في خبر: ان خديجة لما تزوج بها رسول الله هجرها نساء مكة فاستوحشت لذلك فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة تحدثها من بطنها فسمع ذلك يوما رسول الله فقال: يا خديجة هذا جبرئيل يبشرني انها ابنتي وانها النسمة

(1) هو صاحب الإمام الصادق (ع) وقد املى عليه كتاب التوحيد المعروف، كان وكيلا عنه وعن ولده موسى، وهو من الأصحاب الاجلاء، توفي في السنين الأواخر من القرن الثاني.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست