مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ١١٧
اسمه زوقابيل. وفي خبر آخر: جبرئيل فأدار لها الرحى وكفاها الله مؤنة الدنيا مع مؤنة الآخرة. قال ابن حماد:
وقالت أم أيمن جئت يوما * إلى الزهراء في وقت الهجير فلما أن دنوت سمعت صوتا * وطحنا في الرحاء مع الهدير فجئت الباب أقرعه مليا * فما من سامع أو من مجير إذ الزهراء نائمة سكوت * وطحن للرحاء بلا مدير فجئت المصطفى فقصصت شاني * وما عاينت من أمر ذعور فقال المصطفى شكرا لربي * باتمام الحياء لها جدير (كذا) رآها الله متعبة فألقى * عليها النوم ذو المن الكبير ووكل بالرحى ملكا مديرا * فعدت وقد ملئت من السرور علي بن معمر قال: خرجت أم أيمن إلى مكة لما توفيت فاطمة وقالت: لا أرى المدينة بعدها، فأصابها عطش شديد في الجحفة حتى خافت على نفسها قال: فكسرت عينيها نحو السماء ثم قالت: يا رب أتعطشني وأنا خادمة بنت نبيك، قال: فنزل إليها دلو من ماء الجنة، فشربت ولم تجمع ولم تطعم سنين.
مالك بن دينار: رأيت في مودع الحج امرأة ضعيفة على دابة نحيفة والناس ينصحونها لتنكص فلما توسطنا البادية كلت دابتها فعذلتها في اتيانها فرفعت رأسها إلى السماء وقالت: لا في بيتي تركتني ولا إلى بيتك حملتني فوعزتك وجلالك لو فعل بي هذا غيرك لما شكوته إلا إليك فإذا شخص أتاها من الفيفاء وفي يده زمام ناقة فقال لها: اركبي فركبت وسارت الناقة كالبرق الخاطف، فلما بلغت المطاف رأيتها تطوف فحلفتها من أنت؟ فقالت: انا شهرة بنت مسكة بنت فضة خادمة الزهراء.
الثعلبي في تفسيره، وابن المؤذن في الأربعين باسنادهما عن محمد بن المنكدر عن جابر ابن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وآله أقام أياما لم يطعم طعاما وجاء إلى منازل أزواجه فلم يصب شيئا فجاء إلى فاطمة، القصة بطولها، فإذا جفنة تفور فيها طعام، فقال: (أنى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب) فقال النبي: الحمد الله الذي لم يمتني حتى رأيت في ابنتي ما رآه زكريا لمريم كان إذا دخل عليها (وجد عندها رزقا فيقول لها يا مريم أنى لك هذا فتقول هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب). ورهنت (ع) كسوة لها عند امرأة زيد اليهودي في المدينة واستقرضت الشعير، فلما دخل زيد داره قال: ما هذه الأنوار في دارنا! قالت: لكسوة فاطمة
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست