من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة، (فلن أكون ظهيرا للمجرمين) (1) بل أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى ترضى. (فأصبح موسى في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين) (2) قاتلت رجلا بالأمس، وتقاتل هذا اليوم لأؤدبنك، فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما ظن الذي هو من شيعته أنه يريده (قال: - يا موسى - أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين) (3).
قال المأمون: جزاك الله عن أنبيائه خيرا يا أبا الحسن! فما معنى قول موسى لفرعون: (فعلتها إذا وأنا من الضالين) (4)؟
قال الرضا عليه السلام: إن فرعون قال لموسى لما أتاه: (وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين) (5) (قال موسى فعلتها إذا وأنا من الضالين) عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك، (ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين) (6) وقد قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وآله: (ألم يجدك يتيما فآوى) (7) يقول: ألم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس؟ (ووجدك ضالا) يعني:
عند قومك (فهدى) (8) أي: هداهم إلى معرفتك. (ووجدك عائلا فأغنى) (9) يقول: أغناك بأن جعل دعاءك مستجابا.
قال المأمون: بارك الله فيك يا بن رسول الله! فما معنى قول الله: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني) الآية (10) كيف يكون كليم الله موسى بن عمران لا يعلم أن الله تعالى ذكره لا يجوز