كان رسول الله إذا وضعه بين المسلمين والمشركين، لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة، وأن عندي لمثل التابوت الذي جاءت به الملائكة، ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل، كانت بنو إسرائيل في أي أهل بيت وجد التابوت على أبوابهم أوتوا النبوة، ومن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة، ولقد لبس أبي درع رسول الله صلى الله عليه وآله فخطت على الأرض خططا، ولبستها أنا وكانت تخط على الأرض - يعني: طويلة - مثل ما كانت على أبي، وقائمنا من إذا لبسها ملأها إن شاء الله تعالى.
وكان الصادق عليه السلام يقول: علمنا غابر ومزبور، ونكت في القلوب، ونقر في الأسماع، وأن عندنا الجفر الأحمر، والجفر الأبيض، ومصحف فاطمة عليها السلام وعندنا الجامعة، فيها جميع ما يحتاج إليه الناس، فسئل عن تفسير هذا الكلام فقال: أما الغابر: فالعلم بما يكون، والمزبور: فالعلم بما كان، وأما النكت في القلوب: فهو الالهام، والنقر في الأسماع: فحديث الملائكة، نسمع كلامهم، ولا نرى أشخاصهم، وأما الجفر الأحمر: فوعاء فيه توراة موسى، وإنجيل عيسى وزبور داود، وكتب الله.
وأما مصحف فاطمة: ففيه ما يكون من حادث، وأسماء من يملك إلى أن تقوم الساعة.
وأما الجامعة: فهو: كتاب طوله سبعون ذراعا، إملاء رسول الله من فلق فيه وخط علي بن أبي طالب عليه السلام بيده، فيه والله جميع ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة، حتى أن فيه أرش الخدش، والجلدة، ونصف الجلدة.
ولقد كان زيد بن علي بن الحسين (1) يطمع أن يوصي إليه أخوه