ويرجع من وقته إلى بيته ولا يلبث مع الجماعة.
قال: فقلت: - لما طال ذلك علي ورأيت منظره شاب نظيف عليه عباء - أنا والله أحب خدمتك والتشرف بين يديك، فقال: شأنك فلم أزل أخدمه حتى أنس بي الانس التام، فقلت له ذات يوم من أنت أعزك الله؟ قال: أنا صاحب الحق، فقلت له: يا سيدي متى تظهر؟ فقال: ليس هذا أوان ظهوري، وقد بقي مدة من الزمان، فلم أزل على خدمته تلك وهو على حالته من صلاة الجماعة وترك الخوض فيما لا يعنيه إلى أن قال: أحتاج إلى السفر فقلت له: أنا معك.
ثم قلت له: يا سيدي متى يظهر أمرك؟ قال: علامة ظهور أمري (1) كثرة الهرج والمرج والفتن، وآتي مكة فأكون في المسجد الحرام فيقول الناس (2) إنصبوا لنا إماما ويكثر الكلام حتى يقوم رجل من الناس فينظر في وجهي ثم يقول:
يا معشر الناس هذا المهدي انظروا إليه فيأخذون بيدي وينصبوني بين الركن والمقام، فيبايع الناس عند إياسهم عني (3)، قال: وسرنا إلى ساحل البحر فعزم على ركوب البحر فقلت له: يا سيدي أنا والله أفرق من (ركوب) (4) البحر، فقال: ويحك تخاف وأنا معك، فقلت: لا ولكن أجبن، قال: فركب البحر وانصرفت عنه (5).
256 - أخبرني جماعة، عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عياش، عن أبي غالب الزراري قال: قدمت من الكوفة وأنا شاب إحدى قدماتي ومعي رجل من