الفصل السادس عشر في ذكر فدك فمن عجيب الأمور وطريفها: أن تخرج فاطمة الزهراء البتول سيدة نساء العالمين، ابنة خاتم النبيين، تندب أباها وتستغيث بأمته، ومن هداهم إلى شريعته، في منع أبي بكر من ظلمها فلا يساعدها أحد، ولا يتكلم معها بشر، مع قرب العهد برسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومع ما يدخل القلوب من الرقة في مثل هذا الفعل إذا ورد من مثلها حتى تحمل الناس أنفسهم على الظلم فضلا عن غيره، ثم تخرج عائشة بنت أبي بكر إلى البصرة تحرض الناس على قتال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقتال من معه من خيار الناس، ساعية في سفك دمه ودماء أولاده، وأهله وشيعته، فتجيبها عشرة آلاف من الناس، ويقاتلون أمامها، إلى أن هلك أكثرهم بين يديها، إن هذا لمن الأمر العجيب!
ومن العجب: أن تأتي فاطمة (عليها السلام) إلى أبي بكر تطالبه بفدك، وتذكر أن أباها نحلها إياها، فيكذب قولها، ويقول لها: هذه دعوى لا بينة لها، هذا مع إجماع الأمة على طهارتها وعدالتها، فتقول له: " إن لم يثبت عندك أنها نحلة فأنا