فلا تصدق وتتهم فيما تسنده إليهم ولا يوثق فيقول لها جميع من خالفها: قد كذبت على من انتسبت إليه، وافتعلت الباطل والمحال عليه، ومن تأمل بعين الإنصاف رأى الطرفين متماثلين، والنقل مشتبهين، ووجدنا ما صحح أحدهما مصححا للآخر، وما شكك أحدهما مشككا للآخر.
هذا وأمثاله شاهد صدق بعنادهم، وحاكم حق بسوء اعتقادهم، ودليل بيان يخبر بجهلهم، وبرهان عرفان ينطق بضلالتهم. ومن افتقد أقوالهم، وانتقد أفعالهم، واعتبر مقاصدهم، واختبر عقائدهم، واستكشف ظواهرهم، وكشف ضمائرهم، رأى من قبيح أغلاطهم، وفظيع إفراطهم، وزايد زللهم، وكثير خللهم، وواضح معاندتهم، وفاضح مناقضتهم، ما يطيل تعجبه منهم، ويواصل فكره فيهم، يعلم أننا فيما سطرناه إنما أشرنا إلى قليل من كثير، وأومأنا إلى بقية من غدير، بل أتينا بنقطة من بحر، وذكرنا وقتا من دهر، وإذ كان استيعاب هذا الفن متعذرا، والإكثار منه مسئما مضجرا، ففيما أوردناه مثال للفاضل، وكفاية للعاقل، وتنبيه للغافل، وقضاء لحق السائل.
والحمد لله ولي النعم الكامل، ومبتدئ الكرم المتواصل، وصلاته على سيدنا محمد ورسوله المخصوص بالحجج والدلائل، وعلى الأئمة من ذريته ذوي المناقب والفضائل (1).