التعجب - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٥٥
فلا تصدق وتتهم فيما تسنده إليهم ولا يوثق فيقول لها جميع من خالفها: قد كذبت على من انتسبت إليه، وافتعلت الباطل والمحال عليه، ومن تأمل بعين الإنصاف رأى الطرفين متماثلين، والنقل مشتبهين، ووجدنا ما صحح أحدهما مصححا للآخر، وما شكك أحدهما مشككا للآخر.
هذا وأمثاله شاهد صدق بعنادهم، وحاكم حق بسوء اعتقادهم، ودليل بيان يخبر بجهلهم، وبرهان عرفان ينطق بضلالتهم. ومن افتقد أقوالهم، وانتقد أفعالهم، واعتبر مقاصدهم، واختبر عقائدهم، واستكشف ظواهرهم، وكشف ضمائرهم، رأى من قبيح أغلاطهم، وفظيع إفراطهم، وزايد زللهم، وكثير خللهم، وواضح معاندتهم، وفاضح مناقضتهم، ما يطيل تعجبه منهم، ويواصل فكره فيهم، يعلم أننا فيما سطرناه إنما أشرنا إلى قليل من كثير، وأومأنا إلى بقية من غدير، بل أتينا بنقطة من بحر، وذكرنا وقتا من دهر، وإذ كان استيعاب هذا الفن متعذرا، والإكثار منه مسئما مضجرا، ففيما أوردناه مثال للفاضل، وكفاية للعاقل، وتنبيه للغافل، وقضاء لحق السائل.
والحمد لله ولي النعم الكامل، ومبتدئ الكرم المتواصل، وصلاته على سيدنا محمد ورسوله المخصوص بالحجج والدلائل، وعلى الأئمة من ذريته ذوي المناقب والفضائل (1).

(1) قال ابن بابويه (رحمه الله) في كتاب كمال الدين وإتمام النعمة: 123: يقال لهم: أليس جعفر بن محمد عندكم كان لا يذهب إلى ما تدعيه الإمامية، وكان على مذهبكم ودينكم؟ فلا بد من أن يقولوا: نعم، اللهم إلا أن تبرؤوا منه، فيقال لهم: وقد كذبت الإمامية فيما نقلته عنه، وهذه الكتب المؤلفة التي في أيديهم إنما هي من تأليف الكذابين؟ فإذا قالوا: نعم، قيل لهم: فإذا جاز ذلك فلم لا يجوز أن يكون إمامكم يذهب مذهب الإمامية ويدين بدينها، وأن يكون ما يحكي عن أسلافكم ومشايخكم عنه مولدا موضوعا لا أصل له، انتهى كلامه.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ترجمة المؤلف... 7
2 اسمه... 9
3 مولده... 9
4 مكانته العلمية والاجتماعية... 10
5 الاطراء والثناء عليه... 10
6 مشايخه... 11
7 تلامذته... 12
8 تواريخ تجوله ورحلاته... 13
9 مؤلفاته... 13
10 وفاته... 16
11 مرقده... 16
12 حول الكتاب... 18
13 موضوعه... 18
14 نسبته... 19
15 نسخه... 21
16 طبعاته... 22
17 النسخ المعتمدة... 22
18 منهجية العمل... 24
19 كلمة أخيرة... 25
20 الفصل الأول: في أغلاطهم في ذكر الوصية... 33
21 الفصل الثاني: في أغلاطهم في النص... 38
22 الفصل الثالث: في أغلاطهم في الاختيار... 45
23 الفصل الرابع: في أغلاطهم في اختيار أبي بكر... 49
24 الفصل الخامس: في أغلاطهم في الإمام... 57
25 الفصل السادس: في أغلاطهم في علم الإمام... 58
26 الفصل السابع: في أغلاطهم في العصمة... 64
27 الفصل الثامن: في أغلاطهم في إمامة المفضول... 68
28 الفصل التاسع: من أغلاط البكرية... 76
29 الفصل العاشر: في أغلاطهم في التقية... 79
30 الفصل الحادي عشر: في أغلاطهم في حق الصحابة 83
31 الفصل الثاني عشر: في أغلاطهم في الأسماء والصفات... 97
32 الفصل الثالث عشر: في ذكر بغضهم لأهل البيت (عليهم السلام)... 112
33 الفصل الرابع عشر: في أغلاطهم في تفضيل أبي بكر بآية الغار... 119
34 الفصل الخامس عشر: في غلطهم فيما يدعون لأبي بكر من الانفاق... 125
35 الفصل السادس عشر: في ذكر فدك... 128
36 الفصل السابع عشر: من أغلاطهم في الأحكام، وبدعهم في شريعة الإسلام... 148