الفصل الثالث عشر في ذكر بغضهم لأهل البيت (عليهم السلام) ومن عجيب أمرهم: أنهم يجحدون بغضهم لأهل البيت (عليهم السلام) ووجوههم بها شاهدة، ويدعون محبتهم وجوارحهم لهم مكذبة، ويزعمون أنهم أحق بموالاتهم من الشيعة المؤمنين، وأخص بمودتهم من جميع العالمين، وليس الحق كالبطلان، ولا الصدق كالبهتان، وهيهات أن يجتمع الضدان، أو يحل قلبا واحدا نقيضان.
وقد بلغنا أن رجلا قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): أنا أحبك وأتوالى عثمان، فقال له:
" أما الآن فأنت أعور، فإما أن تعمى أو تبصر " (1).
ولعمري ما ودك من توالى ضدك، ولا أحبك من صوب غاصبك، ولا أكرمك مكرم من هضمك، ولأعظمك معظم من ظلمك، ولا أطاع الله فيك مفضل أعاديك، ولا اهتدى إليك مضلل مواليك، النهار فأصح، والمنار واضح، إن كانوا في محبتهم أهل البيت محقين، وفيما ادعوا (2) من موالاتهم صادقين، فلم