أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن (علي بن محمد، عن إبراهيم بن محمد الطاهري) (1) قال: مرض المتوكل من خراج (2) خرج به فأشرف منه على الموت، فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة، فنذرت أمه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن علي بن محمد مالا جليلا من مالها.
وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلى هذا الرجل - يعني أبا الحسن - فسألته فإنه ربما كان عنده صفة شئ يفرج الله به عنك.
فقال: ابعثوا إليه. فمضى الرسول ورجع فقال: خذوا كسب (3) الغنم فديفوه بماء ورد، وضعوه على الخراج، فإنه نافع بإذن الله. فجعل من بحضرة المتوكل يهزأ من قوله، فقال لهم الفتح: وما يضر من تجربة ما قال، فوالله إني لأرجو الصلاح به، فأحضر الكسب وديف بماء الورد ووضع على الخراج، فانفتح وخرج ما كان فيه.