وخمس ما أغنمه مما أجلبوا به عليه، فجرت أيضا بذلك السنة وأخذ به فقهاء العامة وآثروه عنه، وجعلوه حكما فيما يغنم (1) من أهل البغي.
(332) وبآخر، عن عبد الله بن عباس، إنه قال: لما استقر أمر الناس بعد وقعة الجمل، وأقام علي صلوات الله عليه بالبصرة بمن معه أياما، بعث بي إلى عائشة بأمرها بالرحيل عن البصرة، والرجوع إلى بيتها.
قال ابن عباس: فدخلت عليها في الدار التي أنزلها فيها، فلم أجد شيئا أجلس عليه، ورأيت وسادة (2) في ناحية من الدار، فأخذتها، فجلست عليها، فقالت لي: يا ابن عباس، ما هذا، تدخل علي بغير إذني في بيتي، وتجلس على فراشي بغير إذني؟ لقد خالفت السنة.
قال ابن عباس: نحن علمناك وغيرك السنة ونحن أولى بها منك، إنما بيتك البيت الذي خلفك فيه رسول الله صلوات الله عليه وآله فخرجت منه ظالمة لنفسك عاتية (3) على ربك عاصية لنبيك، فإذا رجعت إليه لم ادخله إلا بإذنك ولم أجلس على ما فيه إلا بأمرك.
قال: فبكت، فقلت لها: إن أمير المؤمنين بعثني إليك يأمرك بالرحيل عن البصرة والرجوع إلى بيتك. قالت: ومن أمير المؤمنين، إنما كان أمير المؤمنين عمر!
فقلت لها: قد كان عمر يدعي أمير المؤمنين وهذا والله علي أمير المؤمنين حقا كما سماه بذلك رسول الله صلوات الله عليه وآله وهو والله أمس برسول الله صلى الله عليه وآله رحما وأقدم سلما وأكثر علما وأحلم