شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ١ - الصفحة ٣٧٤
وتداخل قلوبهم لذلك بغضه عليه الصلاة والسلام واعتقدوا القيام عليه إن وجدوا سبيلا إلى ذلك.
فلما قام طلحة والزبير انضوى إليهما من هذه حاله وصاروا معهما، وكان سبب خروجها عليه صلوات الله عليه.
(317) فيما رواه محمد بن سلام، بإسناده، عن أبي رافع: أن عليا صلوات الله عليه لما أفضي الامر إليه بدأ ببيت المال فحصل جميع ما فيه، وأمر (أن) يقسم ذلك على المسلمين بالسواء على مثل ما كان رسول الله صلوات الله عليه وآله يقسم ما اجتمع عنده من فيئهم ما يجب قسمته فيهم وكانوا بعد ذلك قد عودهم الذين ولوا الامر الأثرة والتفضيل لبعضهم على بعض.
فأمر علي صلوات الله عليه من أقامه لقسمة ذلك (1) أن يسوي بين الناس فيه، وأن يعزلوا له من ذلك سهما كسهم أحدهم (2)، ففعلوا.
وخرج إلى ضيعته (3) فأتاه طلحة والزبير، وهو قائم في الشمس على أجير يعمل له في ضيعته. فسلما عليه، وقالا: أترى أن تميل معنا إلى الظل؟؟ ففعل. فقالا: إنا أتينا الذين أمرتهم بقسمة هذا المال بين الناس، ومع كل واحد منا ابنه، فأعطونا مثل الذي أعطوا أبناءنا وسائر الناس، وقد كان من مضى من قبلك يفضلنا لسابقتنا وقرابتنا وجهادنا، فإن رأيت أن تأمر لنا بما كان غيرك يأمر لنا به، فافعل.
فقال لهما علي صلوات الله عليه: أنتما أسبق إلى الاسلام أم أنا؟ قالا:
بل أنت. قال: فأنتما أقرب إلى رسول الله صلوات الله عليه وآله أم أنا؟

(١) وفي الاختصاص ص ١٥٢: ولى أمير المؤمنين عمار بن ياسر بيت مال المدينة.
(2) وكان سهم كل واحد ثلاثة دنانير.
(3) قال ابن دأب: وكان بئر ينبع سميت بئر الملك وفيها ضيعته.
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤسسة 3
2 مقدمة المحقق 5
3 المؤلف والكتاب 17
4 محتويات الجزء الأول خطبة الكتاب 87
5 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها 89
6 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أقصاكم علي 91
7 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني وأنا من علي 93
8 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 97
9 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه 99
10 علي عليه السلام كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 111
11 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني يؤدي ديني ويقضي عداتي 113
12 علي عليه السلام أمير المؤمنين والوصي والخليفة 116
13 نقد للطبري 130
14 إشراكه في الهدي 134
15 مناقب أمير المؤمنين عليه السلام 137
16 عائشة تعترف بفضله 140
17 حب الرسول له 143
18 الحسين وعبد الله بن عمرو بن العاص 145
19 علي حبيب الرسول 147
20 ما جاء في من ذم عليا عليه السلام أو أبغضه 151
21 خطبة علي على منبر الكوفة 159
22 بغض أهل البيت عليه السلام 161
23 صعصعة مع معاوية 170
24 محتويات الجزء الثاني سبق علي عليه السلام إلى الاسلام 177
25 اختصاص علي عليه السلام بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم 188
26 تفضيل علي عليه السلام 195
27 إطاعة علي عليه السلام وعدم مفارقته 216
28 ولاية علي عليه السلام 219
29 محتويات الجزء الثالث جهاد علي عليه السلام 253
30 غزوة بدر 262
31 غزوة أحد 267
32 غزوة حمراء الأسد 283
33 غزوة الخندق 287
34 غزوة خيبر 301
35 فتح مكة 304
36 غزوة بني جذيمة 309
37 غزوة حنين 311
38 سرايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 320
39 أحاديث في الجهاد 327
40 محتويات الجزء الرابع فصل في الناكثين والقاسطين والمارقين 337
41 فصل في الأمر بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين 337
42 فصل في اعتراض عائشة وحفصة على عمل عثمان 341
43 فصل في المواطن التي امتحن بها علي عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 345
44 من منابع الاختلاف 363
45 خطبة علي بعد بيعته 369
46 حرب الجمل 376
47 حرب الصفين 405
48 تخريج الأحاديث 417