وتداخل قلوبهم لذلك بغضه عليه الصلاة والسلام واعتقدوا القيام عليه إن وجدوا سبيلا إلى ذلك.
فلما قام طلحة والزبير انضوى إليهما من هذه حاله وصاروا معهما، وكان سبب خروجها عليه صلوات الله عليه.
(317) فيما رواه محمد بن سلام، بإسناده، عن أبي رافع: أن عليا صلوات الله عليه لما أفضي الامر إليه بدأ ببيت المال فحصل جميع ما فيه، وأمر (أن) يقسم ذلك على المسلمين بالسواء على مثل ما كان رسول الله صلوات الله عليه وآله يقسم ما اجتمع عنده من فيئهم ما يجب قسمته فيهم وكانوا بعد ذلك قد عودهم الذين ولوا الامر الأثرة والتفضيل لبعضهم على بعض.
فأمر علي صلوات الله عليه من أقامه لقسمة ذلك (1) أن يسوي بين الناس فيه، وأن يعزلوا له من ذلك سهما كسهم أحدهم (2)، ففعلوا.
وخرج إلى ضيعته (3) فأتاه طلحة والزبير، وهو قائم في الشمس على أجير يعمل له في ضيعته. فسلما عليه، وقالا: أترى أن تميل معنا إلى الظل؟؟ ففعل. فقالا: إنا أتينا الذين أمرتهم بقسمة هذا المال بين الناس، ومع كل واحد منا ابنه، فأعطونا مثل الذي أعطوا أبناءنا وسائر الناس، وقد كان من مضى من قبلك يفضلنا لسابقتنا وقرابتنا وجهادنا، فإن رأيت أن تأمر لنا بما كان غيرك يأمر لنا به، فافعل.
فقال لهما علي صلوات الله عليه: أنتما أسبق إلى الاسلام أم أنا؟ قالا:
بل أنت. قال: فأنتما أقرب إلى رسول الله صلوات الله عليه وآله أم أنا؟