وعنه يقول المؤلف: (لما قدم أبو عبد الله (الشيعي) من اليمن قبل إفريقية أظهر أمره بكتامة أنه صنعاني، وكان يدعى عليه على منابر بني الأغلب، كذلك يقال:
(اللهم إن كان هذا الكافر الصنعاني قد استشرى شره...) (1).
فالتشيع في المغرب كان ظاهرا بارزا قبل الفاطميين حتى اعتبره المناؤون شرا استشرى.
المذهب الامامي:
إن كون الداعية أبى عبد الله الشيعي كوفيا قد يعبر عن مذهب الرجل وكونه إماميا شأنه شأن أغلب أهل الكوفة.
وبالرغم من الغموض الشديد لتاريخ الشيعة في هذا الدور نجد المؤلف يشير إلى وجود أتباع للمذهب الامامي في المغرب.
فقد روى النعمان رواية عن عبد الرحمن بن بكار الأقرع القيرواني رواها عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام - سابع أئمة الشيعة - ورواية محمد بن حميد القيرواني الذي وصفه المؤلف بقوله: (وكان شيعيا) (2) مما يظهر كونهما إماميين.
ونقل رواية الأقرع بطولها: (... قال حججت فدخلت المدينة فأتيت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فرأيت الناس مجتمعين على مالك بن أنس يسألونه ويفتيهم فقعدت عنده فاتي برجل وسيم حاضر في المسجد حوله حفدة (؟) يدفعون الناس عنه، فقلت لبعض من حوله: من هذا؟ فقالوا موسى بن جعفر. فتركت مالكا، وتبعته ولم أزل أتلطف حتى لصقت به فقلت: يا بن رسول الله إني رجل من أهل المغرب من شيعتكم ممن يدين الله بولايتكم،