وبعضهم خرج مهاجرا إلى أرض الحبشة (1)، ثم إلى أرض المدينة بعد أن أسلم من أسلم من أهلها من الأنصار وبايعوا رسول الله صلوات الله عليه وآله بمكة. وهم المشركون من أهل مكة برسول الله صلوات الله عليه وآله ليقتلوه بعد أن اجتمعوا إليه وعدوه ورغبوه وأعطوه ما يريده من أموالهم، وأن يرأسوه عليهم إن هو رجع عما هو عليه ليصدوه بذلك عن رسالة ربه، فأبى إلا إبلاغها صلوات الله عليه وآله ومنعه عمه أبو طالب، وحماه منهم فيمن يطيعه من قريش، فلم يجدوا إليه سبيلا، فاجتمع منهم بدار الندوة (2) يوما.
(دار الندوة) وهي دار قصي بن كلاب، فكانت قريش إذا أرادت أمرا تبرمه أو تجتمع له إنما يكون اجتماعهم يومئذ فيها: عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو سفيان بن حرب (3)، والحارث بن عامر بن نوفل وطعيمة بن عدي وحبير بن (مطعم) (4)، والنضر بن (ال) حارث بن كلدة (5)، ومطعم بن النصراني، وأبو