شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ١ - الصفحة ١٢٧
قبله فهو ولي أمته من بعده، والذي يقوم لها مقامه، فلا اختلاف بين الأمة في ذلك وبأنه نص عليه بأنه أمير المؤمنين، فكيف ينبغي لغيره أن (يتسمى) (١) معه بهذا الاسم بعد رسول الله صلوات الله عليه وآله أو يتأمر عليه وقد جعله رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين وأمره بذلك عليهم أجمعين ونص - أيضا - عليه فيما ذكرناه بأنه خليفته على أمته، فمن أين يجوز لاحد أن يدعي أنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله بعده معه؟ بل أي نص، وأي تأكيد، وأي بيان يكون أبلغ من هذا، وأي شبهة فيه؟ إلا على من أعمى الله قلبه واتبع هواه وصرح بالخلاف على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وآله، نعوذ بالله من الحيرة والضلال والكون في جملة الجهال.
وأعجب ما جاء في هذا الباب احتجاج أبي بكر على العباس بما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله يوم جمع بني عبد المطلب من اقامته عليا وأخذه البيعة له بالاخوة والوصاية والوراثة والوزارة والخلافة، وأمره إياهم بالسمع والطاعة له.
وقد ذكرت الحديث قبل هذا بتمامه وهو من مشهور الاخبار عن الخاص والعام، فإذا كان ذلك كذلك وهو الأخ والوزير والوصي والوارث والخليفة ومستحق تراث رسول الله فمن أين وجب لأبي بكر وغيره أن يدعوا أنهم خلفاء رسول الله وأن يقوموا مقامه من بعده، وليس أحد منهم يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال له مثل ذلك ولا شيئا مما قدمنا ذكره ويأتي بعد في هذا الكتاب مما يوجب إمامة علي عليه السلام وما هذا إلا كما قال الله تعالى: ﴿فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾ (٢) وقوله تعالى ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها﴾ (3).

(١) وفي الأصل: أن يتمسى.
(٢) الحج: ٤٦.
(٣) محمد: ٢٤.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤسسة 3
2 مقدمة المحقق 5
3 المؤلف والكتاب 17
4 محتويات الجزء الأول خطبة الكتاب 87
5 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها 89
6 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أقصاكم علي 91
7 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني وأنا من علي 93
8 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 97
9 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه 99
10 علي عليه السلام كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 111
11 قوله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني يؤدي ديني ويقضي عداتي 113
12 علي عليه السلام أمير المؤمنين والوصي والخليفة 116
13 نقد للطبري 130
14 إشراكه في الهدي 134
15 مناقب أمير المؤمنين عليه السلام 137
16 عائشة تعترف بفضله 140
17 حب الرسول له 143
18 الحسين وعبد الله بن عمرو بن العاص 145
19 علي حبيب الرسول 147
20 ما جاء في من ذم عليا عليه السلام أو أبغضه 151
21 خطبة علي على منبر الكوفة 159
22 بغض أهل البيت عليه السلام 161
23 صعصعة مع معاوية 170
24 محتويات الجزء الثاني سبق علي عليه السلام إلى الاسلام 177
25 اختصاص علي عليه السلام بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم 188
26 تفضيل علي عليه السلام 195
27 إطاعة علي عليه السلام وعدم مفارقته 216
28 ولاية علي عليه السلام 219
29 محتويات الجزء الثالث جهاد علي عليه السلام 253
30 غزوة بدر 262
31 غزوة أحد 267
32 غزوة حمراء الأسد 283
33 غزوة الخندق 287
34 غزوة خيبر 301
35 فتح مكة 304
36 غزوة بني جذيمة 309
37 غزوة حنين 311
38 سرايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 320
39 أحاديث في الجهاد 327
40 محتويات الجزء الرابع فصل في الناكثين والقاسطين والمارقين 337
41 فصل في الأمر بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين 337
42 فصل في اعتراض عائشة وحفصة على عمل عثمان 341
43 فصل في المواطن التي امتحن بها علي عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 345
44 من منابع الاختلاف 363
45 خطبة علي بعد بيعته 369
46 حرب الجمل 376
47 حرب الصفين 405
48 تخريج الأحاديث 417