لو غيرك من العرب يقولها وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر أمه بالثكل ان أقوله كائنا من كان ولكن والله مالي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما يقدر عليه.
واقبل يسير والحر يسايره ويمنعه من الرجوع من حيث جاء ويمنع الحسين من دخول الكوفة حتى نزل بأقساس مالك وكتب الحر إلى عبيد الله يعلمه ذلك.
قال أبو مخنف: فحدثني عبد الرحمن بن جندب عن عتبة بن سمعان الكلبي قال: لما أر تحلنا من قصر ابن مقاتل وسرنا ساعة خفق رأس الحسين خفقة ثم انتبه فأقبل يقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون) و (الحمد لله رب العالمين) مرتين. فأقبل إليه علي بن الحسين وهو على فرس فقال له: يا أبت جعلت فداك مم استرجعت؟
وعلام حمدت الله؟ قال الحسين: يا بني إنه عرض لي فارس على فرس فقال: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم فعلمت انها أنفسنا نعيت الينا فقال: يا أبتاه لا أراك الله سوء ابدا السنا على الحق؟ قال: بلى والذي يرجع إليه العباد. فقال: يا أبت فإذا لا نبالي قال: جزاك الله خير ما جزى ولد عن والده.
قال: وكان عبيد الله بن زياد - لعنه الله - قد ولى عمر بن سعد الري فلما بلغه الخبر وجه إليه ان سر إلى الحسين أولا فاقتله فإذا قتلته رجعت ومضيت إلى الري فقال له: اعفني أيها الأمير. قال: قد أعفيتك من ذلك ومن الري قال: اتركني أنظر في أمري فتركه فلما كان من الغد غدا عليه فوجه معه بالجيوش لقتال الحسين فلما قاربه وتواقفوا قام الحسين في أصحابه خطيبا فقال:
اللهم إنك تعلم انى لا اعلم أصحابا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت خيرا من أهل بيتي فجزاكم الله خيرا فقد آزرتم وعاونتم، والقوم لا يريدون غيري ولو قتلوني لم يبتغوا غيري أحدا فإذا جنكم الليل فتفرقوا في سواده وانجوا بأنفسكم.
فقال إليه العباس بن علي أخوه، وعلي ابنه، وبنو عقيل فقالوا له: معاذ الله والشهر الحرام فماذا نقول للناس إذا رجعنا إليهم إنا تركنا سيدنا وابن سيدنا وعمادنا