تشرب؟ قال: بلى قالت: فاذهب إلى أهلك فسكت فأعادت عليه ثلاثا ثم قالت:
سبحان الله يا عبدا لله قم إلى أهلك - عافاك الله - فإنه لا يصلح لك الجلوس على بابي ولا أحله لك ثم قام فقال: يا أمة الله والله مالي في هذا المصر من أهل فهل لك في معروف واجر لعلي أكافئك به بعد اليوم. قالت: يا عبد الله وما ذاك؟ قال: انا مسلم بن عقيل كذبني هؤلاء القوم وغروني وخذلوني قالت: أنت مسلم؟ قال: نعم قالت ادخل فأدخلته بيتا في دارها وفرشت له وعرضت عليه العشاء وجاء ابنها فرآها تكثر الدخول في البيت فسألها فقالت: يا بني أله عن هذا قال: والله لتخبريني وألح عليها فقالت: يا بني لا تخبر به أحدا من الناس واخذت عليه الايمان فحلف لها فأخبرته فاضطجع وسكت.
فلما طال على ابن زياد ولم يسمع أصوات أصحاب ابن عقيل قال لأصحابه:
أشرفوا فانظروا فأخذوا ينظرون وأدلوا القناديل وأطنان القصب تشد بالحبال وتدلى وتلهب فيها النار حتى فعل ذلك بالأظلة التي في المسجد كلها فلما لم يروا شيئا اعلموا ابن زياد ففتح باب السدة وخرج ونادى في الناس: برئت الذمة من رجل صلى العتمة إلا في المسجد فاجتمع الناس في ساعة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
اما بعد: فان ابن عقيل السفيه الجاهل قد اتى ما قد رأيتم من الخلاف والشقاق فبرئت ذمة الله من رجل وجد في داره ومن جاء به فله ديته اتقوا الله عباد الله والزموا طاعتكم ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلا. يا حصين بن تميم ثكلتك أمك إن ضاع شئ من سكك الكوفة أو خرج هذا الرجل ولم تأتني به وقد سلطتك على دور أهل الكوفة فابعث مراصدة على أفواه السكك وأصبح غدا فاستبرء الدور حتى تأتي بهذا الرجل ثم نزل.
فلما أصبح اذن للناس فدخلوا عليه واقبل محمد بن الأشعث فقال: مرحبا بمن لا يتهم ولا يستغش واقعده إلى جنبه.
وأصبح بلال ابن العجوز التي آوت ابن عقيل فغدا إلى عبد الرحمن بن محمد